تقلبات حادة ومخاوف متزايدة في الأسواق الآسيوية والأميركية: في ظل التطورات الأخيرة المتعلقة بالسياسات التجارية الأميركية،
شهدت الأسواق العالمية تقلبات واسعة النطاق بعد إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عن حزمة جديدة من الرسوم الجمركية،
خصوصًا على واردات السيارات.
هذه التحركات أثارت مخاوف المستثمرين حول مستقبل الاقتصاد العالمي وأسعار السلع والتضخم،
مما انعكس بشكل مباشر على أداء الأسواق الآسيوية والأميركية.
المحتوى
تراجع في الأسواق الآسيوية
سجّلت مؤشرات الأسهم في الصين، هونغ كونغ، واليابان انخفاضات حادة يوم الخميس،
كما تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية خلال الجلسات الآسيوية المبكرة.
بالتوازي، انخفض كل من البيزو المكسيكي والدولار الكندي، في ظل تزايد الحذر بين المستثمرين.
وقادت تويوتا موتور التراجعات في آسيا، بينما هبطت أسهم جنرال موتورز وفورد موتور في جلسة ما بعد الإغلاق في الولايات المتحدة،
نتيجة القلق من تأثير الرسوم المحتملة على قطاع السيارات.
رسائل متضاربة من الإدارة الأميركية
تسببت التصريحات المفاجئة لترمب بشأن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات المستوردة، في إثارة حالة من عدم الاستقرار،
رغم إشارته لاحقًا إلى أن هذه الرسوم قد تكون “مرنة”، خصوصًا فيما يتعلق بالصين وصفقة بيع منصة تيك توك التابعة لشركة بايت دانس إلى شركة أميركية.
وفقًا لما ذكره محلل الأسواق في “كابيتال دوت كوم”، كايل رودا، فإن هذه الخطوات “هزّت ثقة الأسواق”،
وأثارت تساؤلات حول ما إذا كانت السياسات الحمائية ستستمر على المدى الطويل.
وول ستريت تتراجع بقيادة “العظماء السبعة”
في الولايات المتحدة، تراجعت مؤشرات الأسهم بشكل واضح، حيث انخفض مؤشر S&P 500 بأكثر من 1%، بقيادة مجموعة العظماء السبعة:
أبل، أمازون، إنفيديا، ألفابت، ميتا، مايكروسوفت، تسلا، والتي تتجه لتسجيل أسوأ ربع سنوي لها منذ عام 2022.
تراجعت أسهم إنفيديا وتسلا بنسبة 5.5%، في حين هبط سهم مايكروسوفت بعد تقارير تفيد بانسحابها من مشاريع جديدة في الولايات المتحدة وأوروبا.
كما انخفض مؤشر ناسداك 100 بنسبة 1.8%، وداو جونز الصناعي بنسبة 0.3%، فيما خسر مؤشر “العظماء السبعة” من “بلومبرغ” نحو 3%، وراسل 2000 بنسبة 1%.
الدولار والسندات يحافظان على التماسك
رغم التراجعات، ارتفع الدولار الأميركي بنسبة 0.3%، كما ارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.35%.
وفي أسواق السلع، حافظ النفط على مكاسبه بعد تراجع كبير في المخزونات الأميركية، فيما استقرت أسعار الذهب بالقرب من أعلى مستوياتها التاريخية.
تحذيرات من تقلبات إضافية
يرى دانيال سكلي من “مورغان ستانلي” أن حالة التقلبات ستستمر في الأسواق، خاصة مع اقتراب الموعد النهائي للإعلان عن الرسوم الجديدة.
وأضاف أن هذه الخطوات قد تكون بداية لمفاوضات وليس نهاية للأزمة، مما يضع السوق أمام تحديات كبيرة.
من جانب آخر، خفّض محللو باركليز بقيادة فينو كريشنا توقعاتهم لمؤشر S&P 500 لعام 2025 من 6600 إلى 5900 نقطة،
نتيجة الضغوط الناتجة عن الرسوم الجمركية وضعف البيانات الاقتصادية.
وأشار ماثيو ويلر من “سيتي إندكس” و”فوركس دوت كوم” إلى أن حالة الغموض أضعفت شهية المخاطرة،
وقد تؤدي إلى ارتفاع مؤقت في الدولار والأصول الخطرة، إلا أن هذه المكاسب قد لا تدوم ما لم تتضح السياسات التجارية بشكل نهائي.
السيولة في أدنى مستوياتها منذ عامين
تشير بيانات دويتشه بنك إلى أن السيولة في العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ عامين.
وقال دان وانتروبسكي من “جاني مونتغمري سكوت” إن استمرار الضبابية الجيوسياسية وتغيرات السيولة قد يؤديان إلى مزيد من الضغوط على الأسواق خلال عام 2025.
واختتم بقوله: “نحن في مرحلة نحتاج فيها إلى تأكيدات حقيقية على أن السوق وصلت إلى القاع، وما زلنا نتعامل بحذر حتى ذلك الحين”.
خلاصة
رسائل ترمب المتقلبة بشأن الرسوم الجمركية أعادت القلق للأسواق العالمية، وأثّرت سلبًا على مؤشرات رئيسية مثل S&P 500، ناسداك 100،
وأسهم شركات بارزة مثل تسلا، إنفيديا، مايكروسوفت، تويوتا، فورد، وجنرال موتورز.
وفي المقابل، وجد المستثمرون بعض الدعم في ارتفاع الدولار وعوائد السندات، واستقرار الذهب والنفط،
في انتظار ما ستسفر عنه المرحلة القادمة من السياسة التجارية الأميركية.
تقلبات حادة ومخاوف متزايدة في الأسواق الآسيوية والأميركية