هل التداول حرام أم حلال في الإسلام؟

هل التداول حرام

مع انتشار منصات التداول وتزايد الاهتمام بالاستثمار عبر الإنترنت، أصبح سؤال هل التداول حرام؟ من أكثر الأسئلة تداولًا بين الشباب والمستثمرين العرب، في هذا المقال نعرض نظرة شرعية واقتصادية محايدة حول حكم التداول في الإسلام، مع توضيح أنواع التداول، وآراء العلماء، وحكم التعامل مع منصات مثل إيفست (Evest).

ما حكم التداول في الفوركس؟

التداول حلال أم حرام سؤال يطرح نفسه قبل ذلك نتناول مشروعية سوق الفوركس (Forex) هو سوق عالمي لتبادل العملات الأجنبية، ويعد الأكبر من نوعه في العالم من حيث حجم التداول اليومي، لكن السؤال الشرعي الذي يطرحه الكثيرون هو، هل تداول الفوركس حلال أم حرام؟

يرى بعض العلماء أن تداول الفوركس قد يكون حلالًا بشروط محددة، أهمها أن تكون الصفقة خالية من الفوائد الربوية، وأن يتم التقابض الفوري بين العملات، وهو ما نصت عليه قواعد الشريعة الإسلامية في التعامل بالعملات، أما في حالة وجود فوائد تبييت أو تأخير في التسوية، أو تداول عملات غير مملوكة فعليًا للمتداول، فإن المعاملة تتحول إلى معاملة محرمة شرعًا.

فتاوى تداول الفوركس

أصدرت العديد من الهيئات الشرعية والجهات الدينية فتاوى متعددة حول تداول الفوركس، ومن أبرزها:

    • دار الإفتاء المصرية أكدت أن التداول في العملات الأجنبية جائز بشرط التقابض الفوري وعدم وجود فائدة ربوية.
    • مجمع الفقه الإسلامي الدولي أوضح أن المتاجرة بالعملات جائزة إذا تمت يدًا بيد دون تأجيل في التسليم أو الاستلام.
    • هيئات رقابة شرعية في بعض الدول الإسلامية أفتت بحرمة التداول الذي يعتمد على الرافعة المالية العالية أو العقود المشتقة التي لا يوجد فيها تملك حقيقي للأصل.
    • وبناءً على هذه الفتاوى، فإن الحكم الشرعي يختلف من حالة لأخرى بحسب آلية عمل المنصة ونوع العقد المستخدم.

حكم تداول الأسهم في الإسلام

تداول الأسهم من أكثر صور التداول وضوحًا، لأن السهم يمثل حصة حقيقية في شركة، وقد أجاز العلماء تداول الأسهم بشرط أن تكون الشركة التي يتم الاستثمار فيها نشاطها مباحًا، وألا تتعامل بالربا أو القمار أو المشروبات المحرمة.

فمثلًا شراء أسهم في شركة للصناعات الغذائية أو الطاقة أو التكنولوجيا يعد جائزًا، أما الاستثمار في شركات البنوك الربوية أو شركات المقامرة فمحرم، كذلك يشترط أن تكون طريقة التداول في ايفست بعيدة عن المضاربات العشوائية التي تشبه المقامرة.

هل شراء مؤشرات البورصة حلال؟

مؤشرات البورصة (مثل مؤشر S&P أو مؤشر داو جونز) لا تمثل ملكية مباشرة في شركات معينة، بل هي مؤشرات إحصائية تعكس حركة السوق ككل، ومن هنا يرى بعض العلماء أن شراء أو بيع المؤشرات نفسها لا يعد حلالًا، لأنها ليست أصلًا مملوكًا يمكن تداوله شرعًا، بل مجرد قياس للقيمة السوقية، ومع ذلك يمكن الاستفادة من المؤشر كمؤشر تحليلي لاتجاه السوق دون أن يتم تداوله كأصل مالي مستقل.

ما هو حكم تداول المشتقات المالية؟

المشتقات المالية (Derivatives) مثل العقود المستقبلية (Futures) والخيارات (Options) وعقود الفروقات (CFDs) تعتمد على التوقع بقيمة أصل في المستقبل دون تملك فعلي للأصل، ولهذا السبب يرى أغلب العلماء أن هذه المعاملات غير جائزة شرعًا لأنها تعتمد على الغرر والمقامرة، وغالبًا ما تتضمن فوائد ربوية أو تعاملًا بالعقود الوهمية في المقابل، هناك من يرى أن بعض المشتقات يمكن أن تكون مباحة إذا كانت تستخدم للتحوط (Hedging) وليس للمضاربة.

حسابات التداول الإسلامي هل هي الحل؟

ظهرت في السنوات الأخيرة ما يعرف بـ الحسابات الإسلامية (Islamic Accounts)، وهي حسابات تداول تقدمها بعض المنصات للمستثمرين المسلمين بحيث لا تُفرض عليها فوائد تبييت (Swap-Free Accounts)، هذه الحسابات تهدف إلى إزالة شبهة الربا وتقديم بيئة تداول متوافقة مع الشريعة، لكن من المهم التأكد من أن المنصة التي تقدم الحساب الإسلامي لا تعوض غياب الفوائد بطرق غير شرعية مثل رفع العمولة أو تعديل الأسعار، لذلك يجب على المتداول قراءة الشروط بعناية، والتأكد من وجود رقابة شرعية مستقلة على المنصة.

ما هو التداول الإسلامي؟

التداول الإسلامي هو نظام استثماري يهدف إلى تحقيق الربح بطرق مشروعة وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية، 

يرتكز على عدة مبادئ أساسية، أهمها:

  • تحريم الربا بجميع أشكاله.
  • تحريم الغرر والمقامرة في المعاملات.
  • الشفافية في البيع والشراء وتحديد الحقوق والالتزامات بوضوح.
  • الملكية الفعلية للأصل محل التداول.

بناءً على ذلك، يمكن القول إن التداول الإسلامي يسعى إلى تحقيق التوازن بين الربح والالتزام الأخلاقي والديني.

هل تداول العقود الآجلة حلال؟

العقود الآجلة (Futures Contracts) تعد من أكثر الأدوات المالية انتشارًا في الأسواق العالمية، لكن من وجهة نظر فقهية، يرى العلماء أن هذه العقود محرمة لأنها تتضمن بيع شيء غير مملوك حالًا، وتأجيل التسليم والاستلام، وهو ما يتنافى مع قاعدة “لا تبع ما ليس عندك، وفي المقابل، بعض المؤسسات المالية الإسلامية تحاول ابتكار صيغ بديلة مثل عقود السَّلم أو الاستصناع لتلبية نفس الحاجة بطريقة شرعية.

هل التداول بالرافعة المالية حلال؟

الرافعة المالية (Leverage) تعني أن يسمح الوسيط للمتداول بفتح صفقات أكبر من رأس ماله عن طريق قرض مؤقت، وهنا تكمن المشكلة، لأن هذا القرض عادة يرتبط بفوائد أو التزامات مالية إضافية، ما يجعله ربا محرمًا، لكن في حال كانت الرافعة مجانية دون أي فوائد أو التزامات مالية، فقد يرى بعض العلماء أن استخدامها جائز بشروط، بشرط عدم الوقوع في المخاطر العالية أو المضاربة المفرطة.

هل التداول بالهامش حلال؟

التداول بالهامش (Margin Trading) هو نوع من التداول يعتمد على الاقتراض من الوسيط لزيادة حجم الصفقة، ويرى العلماء أن هذه المعاملة تدخل في باب الربا الصريح إذا تضمنت فائدة مالية أو شرطًا منفعويًا للمقرض (الوسيط) أما إذا كان التداول يتم من خلال تملك فعلي للأصل وبدون فوائد، فقد يكون جائزًا ضمن نطاق محدود وبضوابط دقيقة.

هل تداول الخيارات حلال؟

خيارات التداول تعتمد على حق الشراء أو البيع في المستقبل بسعر محدد مسبقًا دون التزام فعلي بالشراء، ومن وجهة نظر فقهية، هذه المعاملة تعتبر غير جائزة لأنها تحتوي على غرر ومقامرة، إذ لا يوجد بيع حقيقي وإنما رهان على تحرك الأسعار، لذلك أفتى مجمع الفقه الإسلامي بحرمة تداول الخيارات بصورتها التقليدية.

هل التداول اليومي حلال أم حرام؟

التداول اليومي (Day Trading) يعتمد على شراء وبيع الأصول في نفس اليوم بهدف تحقيق أرباح سريعة من تقلبات الأسعار، من حيث المبدأ، لا يوجد ما يمنع من التداول السريع إذا كان الأصل مباحًا والطريقة مشروعة، لكن المشكلة تكمن عندما يتحول التداول إلى مقامرة على الأسعار دون دراسة أو نية استثمار حقيقية، وهنا يدخل في شبهة الحرام، إذن الحكم يتوقف على نية المتداول وطريقة تعامله مع السوق:

    • إن كان يسعى للربح المشروع والمخاطرة المدروسة → جائز.
    • وإن كان يعتمد على الحظ والمقامرة → محرم.

إدارة المخاطر في التداول الإسلامي

من المبادئ الأساسية في التداول الإسلامي تجنب المخاطر المبالغ فيها،  فالإسلام لا يمنع السعي وراء الربح، لكنه يدعو إلى التوازن والوعي بالمخاطر، ومن أفضل أساليب إدارة المخاطر:

  • تنويع المحافظ الاستثمارية وعدم الاعتماد على أصل واحد.
  • تحديد نسبة مخاطرة محدودة في كل صفقة.
  • الاعتماد على التحليل الفني والأساسي بدل العشوائية.
  • الابتعاد عن الطمع والمضاربة المتهورة.

إدارة المخاطر تعكس جوهر التداول الإسلامي القائم على الحذر والالتزام بالأخلاق المالية.

حكم التداول عبر الإنترنت في الإسلام

أصبح التداول عبر الإنترنت من أكثر وسائل الاستثمار انتشارًا في العصر الحديث، حيث يمكن لأي شخص أن يفتح حسابًا إلكترونيًا ويبدأ في شراء وبيع الأسهم أو العملات بسهولة، لكن من الناحية الشرعية، لا يختلف حكم التداول عبر الإنترنت عن حكم التداول التقليدي، فالعبرة ليست بالوسيلة وإنما بطبيعة المعاملة، فإذا كانت الصفقات قائمة على بيع وشراء أصول حقيقية بطريقة شفافة، خالية من الربا والمقامرة، فهي جائزة شرعًا، أما إن كان التداول يتم على عقود وهمية أو أصول غير مملوكة، أو يتضمن فوائد ربوية مثل رسوم التبييت أو الإقراض بالفائدة، فإنه يُعد محرمًا.

ولذلك، فإن المتداول المسلم عليه التأكد من أن المنصة التي يستخدمها توفر حسابات تداول إسلامية حقيقية خالية من الفوائد، وأنها مرخصة وتخضع لرقابة شرعية أو مالية واضحة،كما ينبغي أن يكون التداول استثمارًا مدروسًا وليس مضاربة عشوائية تشبه القمار، الإسلام لا يمنع الاستثمار عبر الإنترنت، لكنه يشترط أن يكون النشاط مشروعًا في مقصده ووسيلته، وأن يتحقق التقابض الشرعي في الصفقات.

فتاوى العلماء حول شركات الوساطة المالية

أصدر عدد من العلماء والهيئات الشرعية فتاوى متعددة حول حكم التعامل مع شركات الوساطة المالية التي تقدم خدمات التداول عبر الإنترنت، وقد تباينت هذه الفتاوى تبعًا لطبيعة أنشطة تلك الشركات وآليات تعاملها.

فإذا كانت شركة الوساطة تعمل كوسيط شرعي حقيقي، أي تقوم بتنفيذ صفقات بيع وشراء فعلية نيابة عن العميل دون أن تقدم قروضًا أو فوائد، فتعاملها جائز أما إذا كانت تقدم قروضًا بفائدة أو رافعة مالية مشروطة، فهي تدخل في باب الربا المحرم.

كذلك شدد العلماء على ضرورة التأكد من أن الشركة مرخصة من جهة رقابية معترف بها، وأن العقود التي تبرمها مع العملاء واضحة وخالية من الغرر أو الجهالة.

بعض الفتاوى أجازت التعامل مع الشركات التي تقدم حسابات إسلامية خالية من الفوائد الربوية بشرط أن يكون العقد حقيقيًا وليس صوريًا، وأن لا يكون هناك تلاعب في الأسعار أو عمليات بيع على المكشوف، 

وخلاصة رأي العلماء أن شركات الوساطة ليست كلها سواء؛ الحكم يتوقف على آلية تعاملها: فإن كانت نشاطاتها منضبطة بالشريعة فهي حلال، وإن تضمنت معاملات ربوية أو مقامرة فهي حرام.

دليل اختيار منصة تداول إسلامية موثوقة

اختيار منصة تداول موثوقة ومتوافقة مع الشريعة الإسلامية خطوة أساسية لكل من يريد التداول بطريقة حلال، أول ما يجب التحقق منه هو أن المنصة مرخصة من هيئة مالية رسمية، لأن الترخيص يضمن شفافية العمليات وحماية أموال المستثمرين، ثانيًا التأكد من أن المنصة توفر حسابات تداول إسلامية خالية من الفوائد الربوية على التبييت أو الإقراض.

كما ينبغي قراءة الشروط والأحكام بعناية للتأكد من عدم وجود بنود خفية تفرض فوائد أو عمولات مشبوهة. يفضل كذلك أن تكون المنصة خاضعة لرقابة شرعية مستقلة تصادق على التزامها بالشريعة، كما هو الحال في بعض المنصات مثل إيفست (Evest) التي توفر حسابات إسلامية حقيقية.

ويُنصح بالابتعاد عن المنصات غير المعروفة أو التي تعد بأرباح خيالية، لأن أغلبها يقع في دائرة النصب أو المقامرة المالية، المنصة الموثوقة هي التي توضح للعميل آلية التنفيذ والتسعير والعمولات بشكل شفاف، وتتيح سحب الأرباح بسهولة، باتباع هذه الخطوات، يستطيع المتداول المسلم أن يضمن أن أمواله تُستثمر في بيئة شرعية وآمنة.

أهم شروط التداول الحلال في الشريعة الإسلامية

التداول الحلال في الإسلام يقوم على مجموعة من الشروط والضوابط التي تضمن نزاهة المعاملة وابتعادها عن الربا والغرر، أهم هذه الشروط هو:

  •  الملكية الحقيقية للأصل؛ فلا يجوز بيع ما لا تملك.
  •  ثانيًا يجب أن يتم التقابض الفوري في حال تداول العملات، أي تبادل القيمة في نفس الوقت دون تأخير.
  • أن يكون الأصل المتداول حلال النشاط، فلا يجوز شراء أسهم في شركات تتعامل بالربا أو تنتج محرمات كالكحول أو القمار.
  • يجب الابتعاد عن الرافعة المالية المشروطة بالفائدة لأنها قرض جرّ نفعًا.
  • يجب أن يكون العقد واضح البنود لا يتضمن غررًا أو جهالة، لأن الغرر يؤدي للنزاع والمقامرة.
  • لا يجوز الاعتماد على التداول الوهمي أو المضاربة العشوائية.

هذه الشروط تجعل التداول نشاطًا اقتصاديًا نافعًا لا يتعارض مع القيم الإسلامية، ويحقق الربح بطريقة مشروعة تحافظ على المال وتجنب الحرام.

نصائح للبدء في التداول الحلال للمبتدئين

إذا كنت مبتدئًا في عالم التداول، وترغب في الالتزام بالضوابط الشرعية، فهناك مجموعة من النصائح التي تساعدك على البدء الصحيح:

  • احرص على التعلم الجيد قبل التداول، لأن الجهل بالسوق يؤدي إلى خسائر كبيرة، وقد يدفعك إلى ممارسات محرمة دون قصد.
  • اختر منصة تداول موثوقة ومرخصة تقدم حسابات إسلامية خالية من الفوائد، مثل منصة إيفست.
  • لا تبدأ بمبالغ كبيرة، وابدأ برأس مال صغير لتتعلم إدارة المخاطر.
  • ضع خطة تداول واضحة تحدد متى تشتري ومتى تبيع، وتجنب التداول بدافع العاطفة أو الطمع.
  • لا تستخدم الرافعة المالية أو الاقتراض للتداول، لأن ذلك يوقعك في شبهة الربا.
  • راقب حسابك باستمرار وتأكد من أن جميع عملياتك تتم بشكل حقيقي وشفاف.
  • تذكر أن الهدف من التداول الإسلامي هو الربح المشروع وليس المقامرة، وأن الصبر والانضباط هما مفتاح النجاح.

أمثلة على معاملات ربوية يجب تجنبها في الأسواق المالية

توجد عدة معاملات منتشرة في الأسواق المالية الحديثة تصنف على أنها ربوية أو محرمة في الشريعة الإسلامية، من أبرزها الفوائد على القروض الاستثمارية التي تمنحها شركات الوساطة لعملائها، حيث يُعد هذا من الربا الصريح، كذلك فوائد التبييت (Swap) التي تُفرض عند ترك الصفقات مفتوحة ليوم أو أكثر، لأنها تمثل فائدة زمنية على المال.

أيضًا الرافعة المالية المدفوعة بالفائدة تُعتبر قرضًا ربويًا، حتى وإن كان الهدف منها زيادة القدرة الشرائية للمتداول، من المعاملات المحرمة كذلك البيع على المكشوف (Short Selling) لأنه يتضمن بيع ما لا يملكه الشخص، كما يجب تجنب التداول في شركات أو صناديق استثمار يكون نشاطها الأساسي قائمًا على القروض أو القمار أو المشروبات المحرمة.

الابتعاد عن هذه المعاملات واجب على كل مسلم يسعى للربح الحلال، لأن الربا من الكبائر التي تمحق البركة في المال، والتجارة الإسلامية تقوم على العدل والتقابض الحقيقي لا على الاستغلال أو الفائدة المحرمة.

ما حكم التداول الآلي باستخدام الروبوتات؟

التداول الآلي أو ما يعرف بـ التداول باستخدام الروبوتات (Trading Bots) يعتمد على برامج تقوم بتنفيذ الصفقات بشكل تلقائي وفق معايير محددة مسبقًا، من الناحية الشرعية، لا حرج في استخدام هذه الأدوات إذا كانت الصفقات التي تنفذها حلالًا في أصلها، أي أن الروبوت مجرد وسيلة، والحكم يتوقف على نوع الصفقات:

  • إن كان يتداول في أسهم أو عملات حلال وبطريقة مشروعة → لا بأس.
  • أما إن كان يعتمد على عقود ربوية أو مشتقات محرمة → فالحكم هو التحريم.
  • كما يجب أن يكون المتداول على علم تام بكيفية عمل البرنامج، وألا يعتمد عليه اعتمادًا كليًا دون رقابة، لأن الإسلام يشترط العلم والإرادة في التصرفات المالية.

كذلك إن كانت الشركة التي تقدم خدمة التداول الآلي تأخذ نسبة من الأرباح مقابل تشغيل البرنامج، فيجب أن تكون العلاقة واضحة ومبنية على عقد مضاربة شرعي، الخلاصة أن التداول الآلي جائز بشرط أن تكون صفقاته حلالًا وشفافة ولا تتضمن غررًا أو ربا.

متى يتحول التداول من تجارة إلى مقامرة؟

الفرق بين التجارة والمقامرة دقيق لكنه واضح في ميزان الشريعة، التداول يصبح تجارة مشروعة عندما يقوم على دراسة وتحليل واقعي للسوق، وشراء أصول حقيقية بهدف الربح المشروع، أما عندما يعتمد المتداول على الحظ والتخمين والمجازفة المفرطة دون دراسة، فإنه يتحول إلى مقامرة محرمة.

الإسلام يرفض المقامرة لأنها تقوم على كسب مال بغير وجه حق، وتؤدي إلى الإدمان المالي والضرر بالآخرين، 

أما التجارة فهي مبنية على العلم والخبرة والعمل، من أمثلة المقامرة في التداول: فتح صفقات عشوائية دون تحليل، أو المضاربة بمبالغ ضخمة على تقلبات سريعة بغرض المغامرة.

لذلك ينصح العلماء بالالتزام بضوابط السوق، وتحديد خطة تداول مدروسة، وتجنب العواطف والطمع، 

حين يكون التداول مبنيًا على المنفعة الحقيقية والنية الصادقة في الكسب الحلال، فهو تجارة مشروعة، أما إذا أصبح مجرد لعبة حظ، فقد خرج عن مقصود الشريعة.

الفرق بين التداول والاستثمار وأيهما أقرب للحلال؟

التداول والاستثمار كلاهما وسيلتان لتحقيق الربح، لكن بينهما اختلاف جوهري في المدة والهدف والمخاطرة، 

الاستثمار يعني شراء أصل والاحتفاظ به لفترة طويلة للحصول على عائد مستمر من أرباحه أو ارتفاع قيمته، وغالبًا ما يكون أقرب للحلال لأنه يشبه التجارة الحقيقية في الأصول.

أما التداول فيركز على البيع والشراء السريع لتحقيق أرباح قصيرة الأجل من فروقات الأسعار، وغالبًا ما يحمل مخاطر أكبر وقد يقترب من المقامرة إن لم يُضبط بضوابط شرعية، الاستثمار يعتمد على الصبر والتحليل المالي للشركات، بينما التداول يعتمد على تقلبات السوق اليومية.

من ناحية شرعية، يجوز كلاهما إذا تم وفق القواعد الإسلامية، لكن الاستثمار أكثر أمانًا وأبعد عن الشبهات، خاصة إذا كان في شركات حلال النشاط، لذا يُفضل للمتداول المسلم أن يجمع بين الأسلوبين بحكمة، فيستثمر جزءًا من أمواله استثمارًا طويل المدى، ويخصص جزءًا آخر لتداول منضبط ضمن الحدود الشرعية.

كيف يمكن للمتداول المسلم التأكد من شرعية المنصة؟

التحقق من شرعية المنصة خطوة أساسية قبل البدء في التداول:

  • أول ما يجب النظر إليه هو أن تكون المنصة مرخصة رسميًا من هيئة رقابية موثوقة، مثل هيئات الرقابة في الاتحاد الأوروبي أو الخليج العربي.
  • يجب التأكد من أنها تقدم حساب تداول إسلامي حقيقي خالٍ من الفوائد الربوية ورسوم التبييت.
  • مراجعة موقع المنصة الرسمي وقراءة قسم “الشروط والأحكام” للتأكد من أن العقود لا تتضمن قروضًا أو معاملات محرمة.
  • يفضل أن يكون للمنصة شهادة أو إشراف من هيئة شرعية مستقلة تؤكد توافقها مع أحكام الإسلام.
  • يمكن أيضًا البحث عن آراء المستخدمين والمراجعات الشرعية حولها للتأكد من مصداقيتها.
  • منصات مثل إيفست (Evest) تُعد مثالًا جيدًا لأنها توفر خيار الحساب الإسلامي وتخضع لرقابة مالية معروفة.

باتباع هذه الخطوات، يمكن للمتداول المسلم أن يتأكد من أنه يتعامل في بيئة آمنة وشرعية تتيح له تحقيق الربح الحلال دون الوقوع في الشبهات.

منصة إيفست (Evest) كخيار للتداول الحلال

تعد منصة إيفست Evest من أفضل المنصات التي تقدم حسابات تداول إسلامية خالية من الفوائد الربوية، 

مميزاتها:

  • حسابات خالية من فوائد التبييت.
  • تنوع الأصول (أسهم – فوركس – سلع – مؤشرات).
  • تنظيم ورقابة مالية معترف بها.
  • دعم فني وخدمة عملاء باللغة العربية.

لذلك فهي خيار مناسب لمن يسأل منصة ايفست حلال أم حرام؟ الإجابة المنصة نفسها تقدم حسابات تداول حلال بشرط اختيار الحساب الإسلامي والالتزام بالضوابط الشرعية في الاستخدام.

الخاتمة

في النهاية يمكن القول إن التداول ليس حرامًا في ذاته، لكنه يصبح كذلك عندما يحتوي على الربا أو الغرر أو المقامرة، الإسلام لا يمنع التجارة، بل يشجعها، لكنه يضع ضوابط تحمي المسلم من الوقوع في الحرام، لذلك، قبل البدء بالتداول، عليك التأكد من أن المنصة (مثل إيفست) تقدم بيئة تداول إسلامية شفافة، وأن تعاملاتك تخلو من الفوائد والعقود الوهمية.

الأسئلة الشائعة

هل التداول حرام في كل صوره؟

ليس كل التداول حرامًا التداول حلال إذا خلا من الربا والمقامرة وتم وفق القواعد الشرعية.

هل يمكن التداول في الأسهم الأجنبية؟

يجوز بشرط أن تكون الشركة نشاطها مباحًا ولا تتعامل بالربا أو القمار.

ما أفضل منصة تداول حلال؟

منصة إيفست (Evest) من أفضل المنصات لأنها تقدم حسابات إسلامية خالية من الفوائد الربوية وتخضع لرقابة مالية موثوقة.