التداول الآلي :تداول آمن وسلس

التداول الآلي

في ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي يشهده الاقتصاد الرقمي، أصبح التداول الآلي واحدًا من أبرز الأدوات الحديثة التي أحدثت ثورة في أسلوب إدارة عمليات التداول، والاستثمار في البورصات والمنصات الرقمية.

وتعتمد تقنية التداول الآلى على خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وتقنيات متقدمة لتحليل الأسواق وتنفيذ الأوامر بشكل سريع, مما يجعله خيارا جيدا للمتداولين، سواءً  كانوا مبتدئين يبحثون عن الانطلاق،أو محترفين يسعون لتحقيق أرباح من خلال تقليل الأخطاء البشرية، ولهذا بدأ ت كثير من المنصات الرقمية الاعتماد على التداول الآلي كوسيلة واعدة في مستقبل الاستثمار الرقمي، مع الوضع فى الاعتبار أن له مميزاته وله عيوبه.

في هذا المقال، نستعرض معًا مفهوم التداول الآلي، آلية عمله، وأبرز مزاياه وعيوبه.

ما هو التداول الآلي 

في سبعينيات القرن الماضي واجه المتداولون مشاكل ضخمة في بورصة نيويورك في إدارة أموال المستثمرين، مما دفعهم إلى تطوير أنظمة تعتمد على الحساب المالي المبرمج، باستخدام الحواسيب، ومع مرور الوقت، تطورت أساليب التداول لتجمع بين التداول البشري والآلي، إلى أن أصبحت بعض عمليات الإستثمار تدار بشكل كامل عبر استخدام خوارزميات دقيقة تستند إلى الذكاء الاصطناعي، لتنفيذ أوامر الصفقات وإغلاقها، وهذا هو المفهوم المبسط للتداول الآلي، ومازال التداول باستخدام الآلة في طور  التحديث استنادًا إلى نظريات حيادية متجددة خالية من المشاعر البشرية، ليكون أكثر  دقة في اتخاذ قرارات إستراتيجية بعيدة عن العواطف الإنسانية.

مميزات التداول الالى 

التداول الآلي طريقة مهمة لإدارة الصفقات، لكنه ليس بالضرورة الطريقة المثلى لتحقيق الربح. إذ تكمن أهميته في أسلوب إدارة التداول وتنفيذ الأوامر بدقة وحيادية، وله مميزات عديدة أبرزها:

توقعات حيادية

يعتمد التداول بواسطة الروبوتات على التجرد من العنصر البشري في اتخاذ القرارات، بينما يتأثر الإنسان غالبًا بالمشاعر مثل الخوف أو التردد، مما قد يضر بالصفقة أحيانًا. في النهاية، ترتبط دقة النتائج بقوة أدوات التداول الآلي المستخدمة دون النظر إلى جانب الخوف من القرارات، أو المغامرة للخسارة.

توفير الوقت والجهد

لا شك أن الذكاء الاصطناعي أصبح من أبرز الأدوات التي توفر الوقت والجهد في شتى المجالات، ومنها التداول. فعند برمجة الخوارزميات وتطويرها بدقة، تكون أوامر الصفقات أسرع وأكثر كفاءة، مما يختصر الجهد البشري، والوقت.

 إدارة المخاطر

لا يتأثر التداول الآلي بالمخاطر النفسية التي تواجه المتداول، وهو ما يعد من أهم مزاياه. إذ يمكن برمجته لإيقاف الصفقة مباشرة عند أول خسارة محددة، تجنبًا لخسائر أكبر.

التعامل مع أكثر من سوق

يمثل التداول بالطرق العادية صعوبة في متابعة جميع الأسواق والتحليلات في وقت واحد. بينما يتيح التداول بالذكاء الاصطناعي إدارة صفقات متعددة في أسواق مختلفة في نفس الوقت بكفاءة عالية، وهو ما يجعله أداة مفيدة خصوصًا للمتداولين المحترفين.

عيوب التداول الآلي

تتمثل عيوب التداول الآلي في 

أخطاء برمجية

من أبرز سمات سوق التداول هو التغير ، لذلك تحتاج أنظمة التداول بالذكاء الاصطناعي إلى برمجة دقيقة، ولا يمكن الاعتماد على برمجة قد تتسبب في تعطيل البيانات،  وهو ما يؤدي إلى قرارات خاطئة، وخسائر كبيرة،

عدم دقة البيانات

تختلف التحليلات الفنية للتداول الآلي باختلاف المبرمجين، وقد تعطي قراءات متباينة من سوق إلى آخر. كما أن الروبوتات لا يمكنها استيعاب تأثير الأخبار الاقتصادية المفاجئة، أو الأحداث السياسية، كما يفعل العقل البشري. لذا تبقى المرونة البشرية عنصرًا لا غنى عنه.

إمكانية الاختراق

على الرغم من أن برامج التداول الآلي تعتمد على أنظمة حماية متطورة، فإنها تظل معرضة للاختراق مثلها مثل أي برامج تكنولوجية.

ارتفاع التكلفة

غالبًا ما تكون برامج التداول الموثوقة الصادرة عن شركات عالمية عالية التكلفة، وهو ما يجعلها غير متاحة للجميع.

آلية عمل التداول الآلي 

في البداية فإن التداول الالى يمثل خطوة مهمة لإدارة التداول بطريقة صحيحة، شرط وضع الاستراتيجيات المناسبة لكل نوع تداول، وكل صفقة، من أهم الاستراتيجيات التي تنظم عمل التداول بالآلة:

  • تحديد المهام

توفر بعض المنصات برامج لاستخدام منظومة التداول الآلى، ولكن يتم برمجتها حسب تغييرات السوق، وتكمن أهميتها فقط في تنفيذ الصفقات بسرعة كبيرة، و متابعة أكثر من سوق في وقت واحد، تحتاج هذه الاستراتيجية إلى مبرمجين، ومحللين ماليين لتوزيع المهام وتفعيل الاستراتيجيات، بناءً على قراءات السوق لمدة أسبوع أو شهر أو أكثر.

  • برمجة النظام

بعد تحديد القواعد المحددة للتداول، يبدأ الإعداد بتنفيذ أوامر برمجة لإدارة الصفقات واغلاقها، عند وصولها إلى حد معين في الصعود والهبوط باستخدام اللغات المتخصصة مثل MQL4/MQL5  أو Python في الأنظمة الأكثر تقدما، وذلك لتنفيذ الصفقات في الوقت المحدد.

  • مراقبة السوق

تعمل الأنظمة الالية المبرمجة على متابعة حركة السوق تلقائيا، ثم تنفيذ أوامر الشراء والبيع بمجرد تحقيق الشروط المعدة مسبقاً.

  • تنفيذ الأوامر 

عند وضع النظام الآلي على طريقة تداول معينة تبدأ في تنفيذ مهام الصفقات بعد متابعة دقيقة لأسعار الأسهم أو العملات المشفرة، وغيرها من طرق التداول، و اختيار  الصفقة الأكثر ربحية ثم الأقل خطورة 

  • إدارة المخاطر 

تبرمج أدوات الاستثمار الالي على تجنب الخسائر وإغلاق الصفقة نهائيا بعد الهبوط إلى مؤشر  معين. 

نظام التداول الآلي

يحدث خلط كبير بين أنظمة التداول الآلي واستراتيجيات التداول الآلي، و لتوضيح الأمر ببساطة يمكن القول بأن العملية برمتها تقوم على الاعتماد على نظام تداول ذكي متكامل، مع استخدام الأدوات والبرامج كوسائل مساعدة معدة مسبقًا.وتتنوع أنظمة التداول الآلي إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

1. برامج التداول الآلي المتكاملة

وهي الأنظمة التي تقوم بعملية الاستثمار المباشر دون أي تدخل بشري، حيث تعمل على:

  • تحليل السوق.
  • تنفيذ أوامر البيع والشراء.
  • جني الأرباح.
  • إيقاف الخسائر.
  • إغلاق الصفقات.

وتشمل هذه الفئة تطبيقات التداول القائمة على الذكاء الاصطناعي مثل الروبوتات السحابية. وهي أقل شيوعًا من غيرها، وتعد محفوفة بالمخاطر بسبب ما قد تواجهه من مشاكل تقنية أو احتمالية ارتفاع حجم الخسائر.

2. البرامج المعدة مسبقًا

وهي برمجيات حاسوبية تبرمج لتنفيذ أوامر استثمارية مباشرة، لكن مع بقاء التحكم الأساسي بيد المستخدم. ويعد هذا النوع شائع الاستخدام بشرط الاعتماد على منصات رقمية تحتوي على برامج متقدمة وآمنة.

3. برامج التداول المساعدة

وهي الأكثر شيوعًا، وتتوفر عبر العديد من المنصات الرقمية الموثوقة. لا تقوم هذه البرامج بالاستثمار المباشر، بل تعمل كأدوات ذكاء اصطناعي مساعدة في:

  • قراءة المؤشرات الفنية.
  • تحديد الصفقات الملائمة.
  • دراسة أكثر من سوق في وقت واحد.

ما هي أفضل منصة للتداول بالذكاء الاصطناعي؟

أفضل منصة للتداول الآلي هي التي تعتمد على تقنيات حديثة في إدارة السوق، وتحليل المؤشرات، مثل المتوسطات المتحركة، وأنماط الشموع اليابانية، ومؤشرات الاتجاه. كما تعتمد على برامج حاسوبية ذات مصداقية عالية في التحليل المالي، و التاريخي، والمستقبلي لأنواع مختلفة من التداول، ومن بين هذه المنصات، منصة Evest التي تدمج بين أدوات الذكاء الاصطناعي وخبرة العقل البشري في أنماط الاستثمار المتاحة.

التداول الآلي في سوق العملات الرقمية 

يعد سوق العملات الرقمية والفوركس من الأسواق الحديثة التي ارتبطت بتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما يعد  استخدام التداول الآلي خيارًا متقدما في هذا المجال، من خلال روبوتات الفوركس التي تقوم بالمهام التالية:

  • مراقبة أسعار أزواج العملات على مدار الساعة.
  • تنفيذ أوامر الصفقات بسرعة وكفاءة.
  • وضع أوامر وقف الخسارة (Stop Loss) وجني الأرباح (Take Profit) بشكل تلقائي.

 ومن أبرز استراتيجيات التداول الالي في الفوركس.

  • استراتيجية اسكالبينج: وهي استراتيجية تعتمد على فتح أكثر من صفقة سريعة في وقت واحد للمزيد من تحقيق الربح
  • التداول بالزخم : حيث تكشف أنظمة التداول الآلي اتجاه الصعود فتصدر أمر شراء، وعلى العكس تصدر أمر بيع عند الإتجاه إلى الهبوط.

التداول الآلي في الأسهم 

التداول الآلي في الأسهم هو أسلوب يعتمد على برامج حاسوبية وخوارزميات يتم برمجتها لتنفيذ أوامر البيع والشراء بشكل تلقائي وفق برمجيات معدة مسبقًا.
هذا النوع من التداول يستخدم بكثرة في أسواق الأسهم العالمية، لأنه يتيح للمتداولين الاستفادة من سرعة التنفيذ والدقة العالية بعيدًا عن العواطف البشرية، كما يتم استخدام بعض أدوات الذكاء الاصطناعي المساعدة في وضع الاستراتيجية التي ينتهجها المتداول في رسم خارطة تداول فعالة في الأسهم منها على سبيل المثال:

  • عند وصول السهم لأفضل سعر في السوق.
  • توقع هبوط الأسهم بناءا على قراءات حاسوبية لتحليل الأداء التاريخي أو الأحداث الاقتصادية والسياسية 
  • الاسترشاد الاستثماري في بعض الأسهم المتجهة إلى النمو.
  • تفعيل ايقاف الصفقة فور الوصول إلى حد معين من الخسائر 

الخاتمة

إن التداول الآلي أصبح سمة مميزة من أدوات التداول في العصر الحديث، ومازالت خوارزميات الذكاء الاصطناعي في طور التحديث لتكوين مستقبل أفضل في عالم التداول، وتواجه الشركات العالمية الكبرى تحديات كبيرة في هذا الصدد، خاصة في ظل تغيير سوق الأوراق المالية تغيرا سريعا، ومع ذلك يبقى استخدام بعض خوارزميات الحواسيب أكثر كفاءة في بعض طرق التداول إذا ما استخدم بطريقة صحيحة ومن خلال منصات موثوق بها.

الأسئلة الشائعة

هل التداول الآلي مربح؟

التداول الآلي ليس مربحًا في كثير من الأحيان، ورغم سرعته في تنفيذ الصفقات، فإن الاعتماد الكلي على الروبوتات، قد يقود إلى خسائر محتملة. وذلك لأنه يعتمد على تقنيات متقدمة قد لا تتوفر للجميع، كما أن سرعة التنفيذ لا تتيح للمتداول فرصة كافية لقراءة اتجاهات السوق بشكل متأنٍ. لذا، يعد أكثر فاعلية عند استخدامه كوسيلة مساعدة في التداول، وليس كبديل كامل.

ما هو أفضل أسلوب التداول الآلي؟

أفضل أسلوب هو المزج بين استخدام العقل البشري والعقل الصناعي؛ فرغم توفر برامج حديثة للتداول الرقمي، إلا أن التداول الآلي لم يعتمد حتى الآن بشكل كامل في البورصات العالمية ولا في المنصات الرقمية المعتمدة.