مفهوم الأسهم التراكمية وكيفية عملها

مفهوم الأسهم التراكمية وكيفية عملها

تعتبر الأسهم التراكمية من الأدوات الاستثمارية المهمة التي تجمع بين الأمان والعائد الثابت، مما يجعلها خيارًا مفضلًا لدى كثير من المستثمرين الذين يبحثون عن دخل منتظم ومستقر، ففي عالم يتسم بتقلبات الأسواق المالية وعدم استقرار الأرباح، تمنح هذه الأسهم حامليها ميزة فريدة، إذ تضمن لهم الحصول على أرباحهم حتى في حالة تعثر الشركة مؤقتًا عن الدفع. 

ومع توسع الشركات في تنويع أدوات التمويل، أصبحت هذه الأسهم تلعب دورًا بارزًا في جذب المستثمرين وتوفير توازن بين مصالحهم ومصالح الشركات المصدرة، إن فهم طبيعة هذه الأسهم وآلية عملها يعد خطوة أساسية لكل من يسعى لبناء استراتيجية استثمار ناجحة تقوم على تحقيق العائد وتقليل المخاطر.

 

ما هي الأسهم التراكمية؟

الأسهم التراكمية هي نوع من الأسهم الممتازة التي يتمتع أصحابها بحق تراكم الأرباح غير المدفوعة، فإذا لم تستطع الشركة توزيع الأرباح في سنة معينة بسبب ضعف الأداء أو الظروف الاقتصادية، فإن هذه الأرباح لا تلغى بل ترحل إلى السنوات التالية لتدفع لاحقًا عندما تتحسن أوضاع الشركة، ويتميز هذا النوع من الأسهم بأنه يمنح المستثمر قدرًا من الأمان المالي، إذ تعد الأرباح المتراكمة بمثابة التزام على الشركة قبل أن يتم توزيع أي أرباح على حملة الأسهم العادية. 

وتعتبر الأسهم التراكمية خيارًا مفضلًا للمستثمرين الباحثين عن دخل ثابت ومستقر، رغم أنها لا تمنح عادةً حق التصويت في إدارة الشركة وقد تكون أرباحها محددة بنسبة معينة لا تتغير حتى في حال ارتفاع أرباح الشركة.

 

مميزات الأسهم التراكمية

إن الأسهم التراكمية هي من الأدوات الاستثمارية المميزة التي تجمع بين الأمان والاستقرار المالي، فهي تمنح المستثمرين شعورًا بالثقة في الحصول على عوائدهم حتى في أوقات الأزمات أو انخفاض أرباح الشركات، ويفضلها العديد من المستثمرين على الأسهم العادية لأنها توفر حماية أكبر وتعد وسيلة فعّالة لتنويع المحافظ الاستثمارية دون التعرض لمخاطر كبيرة، وفيما يلي أبرز مميزاتها:

    • ضمان تراكم الأرباح: تتيح للمستثمر الحصول على أرباحه المؤجلة، حيث ترحل الأرباح غير المدفوعة إلى السنوات التالية حتى يتم سدادها كاملة دون خسارة أي جزء منها.
    • أولوية في توزيع الأرباح: يحصل أصحاب الأسهم التراكمية على مستحقاتهم أولاً قبل حملة الأسهم العادية، مما يعزز مكانتهم المالية في الشركة.
    • دخل ثابت ومستقر: تتميز هذه الأسهم بعائد ثابت يُوزع دوريًا، وهو ما يجذب المستثمرين الذين يبحثون عن دخل مضمون بعيدًا عن تقلبات السوق.
    • أولوية في استرداد رأس المال: عند تصفية الشركة أو إفلاسها، يتمتع مالكو الأسهم التراكمية بحق استرداد أموالهم قبل المساهمين العاديين.
    • مخاطر محدودة: تعتبر أقل عرضة للتقلبات مقارنة بالأسهم العادية، مما يجعلها خيارًا مناسبًا للمستثمرين المحافظين أو الذين يفضلون استثمارات طويلة الأجل.
    • تعزيز الثقة في الشركة: وجود هذا النوع من الأسهم يعكس التزام الشركة تجاه مستثمريها، ويظهر حرصها على توفير بيئة استثمارية عادلة ومنظمة.
    • تنويع المحفظة الاستثمارية: تساعد على تحقيق توازن في المحفظة بين العائد والأمان، إذ يمكن أن تكمل دور الأسهم العادية أو السندات في تقليل المخاطر.

أنواع الأسهم التراكمية

تتعدد أنواع الأسهم التراكمية بحسب طريقة إصدارها وحقوق مالكيها، إذ تسعى الشركات إلى تنويع هذه الأسهم لتناسب احتياجات المستثمرين المختلفة، ومن أبرز الأنواع ما يلي:

  • الأسهم التراكمية القابلة للتحويل

وهي أسهم يمكن تحويلها إلى أسهم عادية بعد فترة زمنية محددة أو وفق شروط معينة تحددها الشركة، يختار المستثمر هذا النوع عندما يرغب في الجمع بين ميزة الأرباح المضمونة في البداية، وفرصة الاستفادة من نمو الشركة مستقبلًا بعد التحويل.

  • الأسهم التراكمية القابلة للاستدعاء (القابلة للاسترداد)

 تتيح للشركة الحق في شراء الأسهم من المساهمين بعد فترة معينة أو بسعر محدد مسبقًا، يستخدم هذا النوع عادة عندما ترغب الشركة في إعادة هيكلة رأس مالها أو تقليل التزاماتها المالية تجاه المستثمرين.

  • الأسهم التراكمية المشاركة (Participating Preferred)

 تمنح هذه الأسهم أصحابها حق الحصول على الأرباح التراكمية الثابتة بالإضافة إلى نسبة إضافية من الأرباح في حال تجاوزت الشركة مستوى ربح معين، وهي خيار مميز يجمع بين الأمان والعائد الإضافي المرتبط بأداء الشركة.

  • الأسهم التراكمية غير القابلة للتحويل أو الاستدعاء

تعد أكثر استقرارًا للمستثمر، لأنها لا تُحول إلى أسهم عادية ولا يمكن للشركة استردادها إلا وفق شروط محددة جدًا، ما يجعلها مناسبة للمستثمرين الباحثين عن دخل ثابت طويل الأمد دون تغيير في طبيعة الاستثمار.

  • الأسهم الممتازة التراكمية

تعتبر الأسهم الممتازة التراكمية أحد أهم أنواع الأسهم الممتازة التي تمنح المستثمرين مزايا مالية واستقرارًا في العائد، مقارنة بالأسهم العادية، وتتميّز هذه الأسهم بوجود خاصية التراكم، أي أنه في حال عدم قيام الشركة بتوزيع الأرباح في سنة معينة بسبب ضعف الأرباح أو الخسائر، فإن هذه الأرباح لا تُلغى، بل تتراكم لتُدفع لحاملي الأسهم لاحقًا عند تحسن الوضع المالي.

 ويتمتع أصحاب الأسهم الممتازة التراكمية بالأولوية في استلام أرباحهم المتراكمة قبل أن يحصل حملة الأسهم العادية على أي توزيعات مالية، وهو ما يجعلها خيارًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن الأمان والدخل الثابت.

كيفية التداول في الأسهم التراكمية

يتم التداول في الأسهم التراكمية بطريقة مشابهة لتداول الأسهم العادية، لكن مع بعض الاختلافات المتعلقة بطبيعتها وحقوق حامليها، فهذه الأسهم تعتبر جزءًا من الأسهم الممتازة، وغالبًا ما تطرح في البورصات الكبرى أو تباع من خلال عروض خاصة للمستثمرين الباحثين عن عوائد ثابتة وأمان مالي أكبر، لذلك سنتعرف على كيفية تداولها من خلال الآتي:

  • ابحث عن شركات قوية ماليًا ولديها سجل جيد في توزيع الأرباح لضمان استمرارية العائد.
  • قم بفتح حساب لدى شركة وساطة مالية معتمدة مثل ايفست أو منصة تداول إلكترونية موثوقة تتيح شراء الأسهم الممتازة.
  • تحقق من قائمة الأسهم المتاحة في السوق لمعرفة الشركات التي تصدر أسهمًا تراكمية، وغالبًا تذكر بوضوح في بياناتها.
  • راقب التقارير المالية ونسب الأرباح لتقدير قدرة الشركة على الالتزام بدفع التوزيعات في المستقبل.
  • بعد تحديد السهم المطلوب، يمكنك شراء الكمية المناسبة عبر منصة التداول تمامًا مثل الأسهم العادية.
  • راقب مواعيد توزيع الأرباح، وتأكد من تسجيل الأرباح المتراكمة في حال عدم صرفها في موعدها.
  • يفضل الاحتفاظ بهذه الأسهم لفترات طويلة للاستفادة من الأرباح المنتظمة والمتراكمة بمرور الوقت.
  • تابع أخبار الشركة وأي تغييرات في سياساتها المالية، فقد تؤثر على قيمة السهم أو توزيعاته المستقبلية.

ومن المهم أيضًا أن يتعلم المستثمر كيفية اختيار الاسهم الجيدة​ من خلال تحليل أداء الشركات، ومراجعة سجل الأرباح، ومستوى المخاطر، لأن الاختيار السليم هو الأساس في تحقيق عوائد مستقرة ومستدامة.

 

ما الفرق بين الأسهم التراكمية وغير التراكمية

يعد التفريق بين الأسهم التراكمية والأسهم غير التراكمية أمرًا أساسيًا لفهم حقوق المستثمرين في الحصول على الأرباح، إذ يختلف النوعان من حيث طريقة التعامل مع الأرباح غير المدفوعة ومستوى الأمان المالي الذي يتمتع به المساهم، سنتعرف على هذا الفرق من خلال الآتي:

الأسهم التراكمية

الأسهم التراكمية والأسهم غير التراكمية من أنواع الأسهم الممتازة، ويكمن الفرق بينهما في طريقة التعامل مع الأرباح غير المدفوعة، ففي الأسهم التراكمية، يحتفظ المساهم بحقه في الأرباح حتى لو لم توزع في سنة معينة.

إذ ترحَّل هذه الأرباح إلى السنوات القادمة وتُدفع له قبل أي توزيعات لحملة الأسهم العادية، وهذا يمنح المستثمر مستوى أعلى من الأمان والاستقرار المالي، خصوصًا في فترات تراجع أداء الشركة أو انخفاض أرباحها المؤقت.

الأسهم غير التراكمية

أما الأسهم غير التراكمية، فهي لا تمنح هذا الحق؛ فإذا لم توزع الشركة الأرباح في سنة معينة لأي سبب، تسقط الأرباح ولا يمكن للمساهم المطالبة بها مستقبلًا، وبالتالي، تكون هذه الأسهم أكثر مخاطرة، لكنها قد تُقدم عوائد أعلى في حال كانت الشركة مستقرة وتحقق أرباحًا منتظمة. 

لذا، فإن اختيار أحد النوعين يعتمد على استراتيجية المستثمر، فمحبة الأمان والدخل الثابت يفضلون الأسهم التراكمية، بينما من يبحثون عن النمو السريع والعوائد المتغيرة قد يختارون الأسهم غير التراكمية.

وعلى الرغم من أن بعض المستثمرين يفضلون الأسهم التراكمية لما توفره من أمان، إلا أن هناك من يتجه نحو ما يعرف بـ أسهم المراهنات التي تعتمد على المضاربة السريعة والمخاطرة العالية لتحقيق أرباح فورية، لكن هذا النوع من الأسهم لا يناسب من يبحثون عن استقرار مالي طويل الأمد مثلما توفره الأسهم التراكمية.

 

نصائح مهمة للمستثمرين في الأسهم التراكمية

الأسهم التراكمية هي خيارًا استثماريًا جذابًا للمستثمرين الذين يبحثون عن الاستقرار والدخل المنتظم، لكنها في الوقت نفسه تتطلب وعيًا وفهمًا دقيقًا لطبيعتها وآلية عملها حتى يتم الاستفادة منها بأفضل شكل ممكن، هناك مجموعة من النصائح المهمة التي ينبغي على المستثمرين في الأسهم التراكمية الالتزام بها لضمان استثمار آمن وناجح:

  1. افهم طبيعة الأسهم التراكمية جيدًا قبل الشراء، تأكد من فهم حقوقك كمستثمر، خاصة فيما يتعلق بآلية تراكم الأرباح وأولوية السداد.
  2. اختر الشركات المستقرة ماليًا استثمر في الشركات التي تمتلك سجلًا قويًا في توزيع الأرباح والوفاء بالتزاماتها تجاه المساهمين.
  3. لا تعتمد على المضاربة قصيرة الأجل الأسهم التراكمية مناسبة للاستثمار طويل الأمد، وليست للمضاربة اليومية أو الربح السريع.
  4. تابع التقارير المالية بانتظام راقب بيانات الأرباح والتقارير الفصلية للشركة لمعرفة ما إذا كانت تحقق أرباحًا كافية لدفع التوزيعات.
  5. نوّع محفظتك الاستثمارية لا تعتمد فقط على الأسهم التراكمية، بل اجعلها جزءًا من محفظة متنوعة تشمل أسهمًا عادية وسندات لتقليل المخاطر.
  6. كما يمكن للمستثمرين استخدام استراتيجيات التحوط في سوق الأسهم لحماية محافظهم من تقلبات الأسعار، مثل الجمع بين الأسهم التراكمية والأدوات المالية منخفضة المخاطر.
  7. احذر من الشركات المتعثرة تجنّب الشركات التي تواجه خسائر متكررة أو ديونًا مرتفعة، لأنها قد تؤخر دفع الأرباح المتراكمة لسنوات.
  8. تجنّب التأثر بـ الإشاعات على سوق الأسهم التي قد تؤدي إلى قرارات استثمارية خاطئة، إذ تعتمد بعض الجهات على نشر أخبار مضللة للتلاعب بالأسعار أو دفع المستثمرين للبيع أو الشراء في توقيت غير مناسب.

 

استثمر بثقة في الأسهم التراكمية مع منصة Evest 

منصة Evest تعد واحدة من أشهر المنصات الاستثمارية الحديثة التي توفر بيئة تداول آمنة وسهلة الاستخدام للمستثمرين في جميع أنحاء العالم، حيث تقدم المنصة مجموعة واسعة من الخدمات التي تساعد المستخدمين على الاستثمار بطريقة قانونية وفعالة، خاصة في مجال الأسهم التراكمية التي تعتمد على استقرار العائدات على المدى الطويل، فيما يلي أبرز المزايا والخدمات التي تقدمها المنصة:

    • تداول آمن ومرخص: تعمل منصة Evest تحت إشراف جهات رقابية معتمدة، مما يضمن للمستثمرين بيئة قانونية وشفافة.
    • عمولات منخفضة أو معدومة: تتيح التداول في الأسهم العالمية بدون عمولات في بعض الحالات، مما يزيد من ربحية المستثمر.
    • دعم للأسهم التراكمية: توفر المنصة إمكانية الاستثمار في الشركات التي تصدر أسهمًا تراكمية، ما يسمح بالحصول على أرباح ثابتة ومتراكمة بمرور الوقت.
    • أدوات تحليل متقدمة: تقدم مؤشرات فنية وتقارير مالية تساعد المستثمر على تقييم أداء الأسهم واتخاذ قرارات مدروسة، كما توفر المنصة أدوات تساعد المستثمرين على تحديد القيمة العادلة للاسهم قبل الشراء، مما يمكّنهم من تقييم ما إذا كان السهم مقومًا بأقل أو أكثر من قيمته الحقيقية في السوق.
    • سهولة الوصول: يمكن التداول من خلال الموقع الإلكتروني أو تطبيق الهاتف بسهولة دون الحاجة لتحميل برامج معقدة.
    • خدمة عملاء مميزة: توفر دعمًا فنيًا على مدار الساعة للإجابة عن استفسارات المستثمرين ومساعدتهم في قراراتهم الاستثمارية.
    • حسابات تداول إسلامية: تقدم خيارات خالية من الفوائد الربوية لتناسب المستثمرين الباحثين عن التوافق مع الشريعة الإسلامية.

الخاتمة

في الختام، تعد الأسهم التراكمية خيارًا استثماريًا مثاليًا لمن يسعون إلى تحقيق دخل ثابت وأمان مالي أكبر، خاصة في فترات تقلب الأسواق أو ضعف الأداء الاقتصادي، فهي تمنح المستثمرين ميزة تراكم الأرباح غير المدفوعة وأولوية في الحصول عليها عند تحسن أوضاع الشركة، مما يجعلها أكثر استقرارًا من الأسهم العادية.

 

الأسئلة الشائعة 

ما المقصود بالأسهم التراكمية؟

الأسهم التراكمية هي نوع من الأسهم الممتازة التي تتيح للمستثمرين الحصول على أرباحهم المتأخرة في حال لم تتمكن الشركة من توزيعها في وقتها، بحيث ترحّل هذه الأرباح وتدفع لاحقًا عند تحسن الوضع المالي للشركة.

ما الفرق بين الأسهم التراكمية والأسهم غير التراكمية؟

في الأسهم التراكمية، يحتفظ المستثمر بحقه في الأرباح غير المدفوعة لتُدفع لاحقًا، بينما في الأسهم غير التراكمية تلغى الأرباح غير الموزعة ولا يمكن المطالبة بها مستقبلاً.

هل تمنح الأسهم التراكمية حق التصويت في الشركة؟

عادةً لا تمنح الأسهم التراكمية حق التصويت في اجتماعات الشركة، لأن هدفها الأساسي هو توفير دخل ثابت وليس المشاركة في إدارة الشركة.

هل يمكن تحويل الأسهم التراكمية إلى أسهم عادية؟

بعض الشركات تصدر أسهمًا تراكمية قابلة للتحويل، يمكن للمستثمر تحويلها إلى أسهم عادية بعد فترة زمنية محددة أو وفق شروط معينة.

ما المخاطر المرتبطة بالأسهم التراكمية؟

رغم أنها أقل تقلبًا من الأسهم العادية، إلا أن مخاطرها تكمن في احتمال تأجيل الأرباح إذا واجهت الشركة صعوبات مالية، إضافة إلى محدودية العائد الثابت مقارنة بالأسهم العادية التي قد ترتفع أرباحها مع نمو الشركة.