الأحد 21 سبتمبر 2025

الأحد 21 سبتمبر 2025

 

الأحد 21 سبتمبر 2025 العالم بين تضخم أوروبا وصراع المعادن: قراءة في مشهد اقتصادي متقلب

يشهد الاقتصاد العالمي حالة من التوتر وعدم اليقين نتيجة تطورات السياسة النقدية في أوروبا، وتصاعد الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. الأحداث الأخيرة تعكس مدى ترابط الأسواق العالمية وأثر القرارات السياسية والاقتصادية على مستقبل الاستقرار المالي.

ترامب يتوقع إغلاق الحكومة الأميركية وسط تعثر المفاوضات بين الجمهوريين والديمقراطيين

شهدت تصريحات كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، تسليط الضوء على أوضاع التضخم والسياسة النقدية في أوروبا، مع إبراز تأثير الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة وحالة عدم اليقين الاقتصادي.

  • صرحت كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي أن المؤسسة تمكنت من تحقيق هدفها المتمثل في ضبط التضخم عند المستوى المستهدف، لكنها أكدت أن حالة عدم اليقين لا تزال تخيم على التوقعات الاقتصادية، رغم التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة.
  • وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة الدنماركية DR TV بُثت السبت أوضحت لاجارد قائلة: “أسعار الفائدة ينبغي أن تستهدف مستوى التضخم، وهذا ما نفعله بالفعل، وقد وصلنا الآن إلى الهدف”.
  • وأضافت أن الاتفاق الأخير بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية ساهم في تحسين القدرة على التنبؤ بالمستقبل الاقتصادي، إلا أن درجة الوضوح لا تزال أقل مقارنة بما كانت عليه قبل فرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تعريفاته التجارية.
  • وأشارت إلى أن مستوى عدم اليقين انخفض إلى النصف تقريبًا وهو تحسن ملحوظ لكن يبقى هناك مخاطر قائمة يجب التعامل معها.
  • أبقى البنك المركزي الأوروبي تكاليف الاقتراض دون تغيير للاجتماع الثاني على التوالي، بعد سلسلة من ثماني تخفيضات متتالية بمقدار ربع نقطة مئوية خلال عام واحد.
  • ويتوقع صُناع السياسة النقدية أن يظل التضخم قريبًا من هدف 2% بعد تراجع مؤقت العام المقبل، على أن يستعيد الاقتصاد زخمه تدريجيًا في الأرباع القادمة.
  • ويرى معظم المسؤولين أنه لا توجد حاجة لمزيد من إجراءات التيسير النقدي في الوقت الحالي ما لم يتعرض الاقتصاد لصدمة كبيرة بينما شدد آخرون على أن خيار التحرك الإضافي يجب أن يبقى مطروحًا على الطاولة إذا دعت الحاجة.

الصين تقلص صادرات المغناطيسات النادرة إلى الولايات المتحدة رغم ارتفاع إجمالي الشحنات

 

انخفضت صادرات الصين من مغناطيسات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة خلال أغسطس، وجاء ذلك وسط تعافي الصادرات الإجمالية وتوتر العلاقات التجارية مع واشنطن.

  1. انخفضت صادرات الصين من مغناطيسات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة خلال شهر أغسطس رغم استمرار تعافي إجمالي الصادرات عقب تخفيف بكين للقيود المفروضة عليها مؤخرًا ووفقًا لبيانات الجمارك الصادرة السبت تراجعت الشحنات الموجهة إلى السوق الأميركية بنسبة 5% عن الشهر السابق لتسجل نحو 590 طنًا فقط في حين ارتفع إجمالي صادرات الصين من هذه المنتجات إلى حوالي 6146 طنًا، وهو أعلى مستوى منذ يناير الماضي.
  2. ويأتي هذا التراجع في وقت تشهد فيه العلاقات التجارية بين بكين وواشنطن حالة من التوتر خصوصًا بعد المكالمة الهاتفية التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنظيره الصيني شي جين بينغ يوم الجمعة لمناقشة مسار الخلافات التجارية.
  3. وتعد مغناطيسات المعادن النادرة من العناصر الاستراتيجية التي لا غنى عنها في الصناعات الحديثة مثل السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح والمعدات العسكرية، وقد استخدمتها بكين كورقة ضغط في مواجهة واشنطن في وقت سابق من هذا العام فيما لمح ترمب مؤخرًا إلى إمكانية الاستعانة بقطع غيار الطائرات كوسيلة رد على القيود الصينية.
  4. وتسيطر الصين على نحو 90% من إنتاج المغناطيسات على مستوى العالم وهو ما يمنحها قوة ونفوذًا كبيرين في سوق يعد حيويًا لعدد من القطاعات الاقتصادية وأدى ذلك إلى تسريع جهود الولايات المتحدة ودول أخرى لبناء سلاسل إمداد محلية لتقليل الاعتماد على بكين.
  5. وفي هذا الإطار، تخطط شركة “إم بي ماتيريالز” (MP Materials)، وهي الشركة الأميركية الوحيدة العاملة في تعدين المعادن النادرة، لبدء الإنتاج التجاري للمغناطيسات قبل نهاية العام الجاري، في خطوة تهدف إلى تعزيز استقلالية الولايات المتحدة في هذا القطاع الاستراتيجي.

توضح هذه المستجدات أن المشهد الاقتصادي الدولي ما زال يواجه تحديات كبيرة، بدءًا من ضغوط التضخم والسياسات النقدية، وصولًا إلى صراعات سلاسل الإمداد. ويبدو أن التعاون الدولي وتخفيف حدة النزاعات سيكونان مفتاحًا للحفاظ على التوازن والنمو المستدام.