الذهب يسجل مستوى قياسي جديد وسط توقعات بخفض الفائدة الأميركية
سجل الذهب مستوى قياسيًا جديدًا يوم الإثنين مدعومًا بتزايد التفاؤل بشأن مسار السياسة النقدية الأميركية وترقب الأسواق لبيانات تضخم رئيسية قد تمنح الاحتياطي الفيدرالي مساحة أكبر لخفض أسعار الفائدة. وفي الوقت نفسه قفزت الفضة إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من تسع سنوات، وسط موجة شراء قوية في أسواق المعادن الثمينة.
أبرز تطورات الذهب والفضة في الأسواق العالمية
- ارتفع المعدن الأصفر بنسبة 0.9% ليصل إلى 3,719.95 دولار للأونصة، متجاوزًا الذروة السابقة التي حققها الأسبوع الماضي بعد أول خفض للفائدة من جانب الفيدرالي منذ ديسمبر وتستفيد المعادن النفيسة التي لا تقدم عائدًا لحائزيها من خفض الفائدة الذي يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار فيها.
- في المقابل، حققت الفضة مكاسب لافتة مدعومة بنشاط استثنائي في سوق الخيارات حيث صعدت إلى 43.77 دولار للأونصة وامتد الزخم إلى البلاتين والبلاديوم، ما يعكس تنامي شهية المستثمرين نحو المعادن الصناعية المستخدمة في قطاعات حيوية.
- تتجه أنظار المستثمرين هذا الأسبوع إلى بيانات النشاط الاقتصادي في أوروبا، بالإضافة إلى مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة يوم الجمعة، وهو المقياس المفضل للفيدرالي لقياس التضخم. وتشير التقديرات إلى تباطؤ نمو المؤشر وهو ما قد يعزز مبررات التيسير النقدي كما يترقب المتعاملون خطاب رئيس الفيدرالي جيروم باول يوم الثلاثاء حول التوقعات الاقتصادية.
- تسعّر الأسواق في الوقت الحالي نحو خفضين إضافيين للفائدة خلال العام الجاري، وهو ما ساهم في دفع الذهب للارتفاع بأكثر من 40% منذ بداية 2025 كما عززت المخاوف الجيوسياسية ورسوم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إضافة إلى مشتريات البنوك المركزية وزيادة حيازات الصناديق المتداولة، من قوة الطلب على المعدن النفيس.
- كما أظهرت بيانات أن صندوق SPDR Gold Trust، أكبر صندوق متداول مدعوم بالذهب في العالم رفع حيازاته خلال الأسبوع الماضي إلى 976.8 طن مقارنة بـ974.8 طن في السابق ما يعكس استمرار البنوك المركزية والمستثمرين في تعزيز مراكزهم بالذهب كتحوط ضد تقلبات الدولار وضغوط التضخم الممتد.
- وبذلك يبدو أن الذهب يواصل الاستفادة من مزيج فريد يجمع بين التوقعات بتيسير نقدي إضافي، واستمرار الطلب الرسمي والبحث عن الملاذات الآمنة، ليؤكد مكانته كأحد أبرز الرابحين في المشهد الاقتصادي العالمي الحالي.
تؤكد هذه التطورات أن الذهب والفضة لا يزالان في قلب المشهد الاستثماري العالمي، مستفيدين من مزيج الضبابية الاقتصادية والرهانات على مزيد من التيسير النقدي، وهو ما يعزز مكانتهما كأدوات تحوط وملاذات آمنة في مواجهة التقلبات الجيوسياسية والمالية.