شهدت الأسواق العالمية خلال الفترة الأخيرة أحداثًا بارزة عكست تداخل العوامل النقدية والاقتصادية مع توجهات صناعة السيارات الكهربائية. فمن جهة، كشف محضر اجتماع بنك اليابان عن استمرار الجدل بين أعضائه حول مسار أسعار الفائدة وسط ترقب للتطورات العالمية، فيما برز على الجانب الآخر تفوق شركة “بي واي دي” الصينية على منافستها “تسلا” في مبيعات السيارات الكهربائية داخل الاتحاد الأوروبي للشهر الثاني على التوالي.
محضر اجتماع بنك اليابان يكشف ترجيحات بمواصلة رفع الفائدة وسط ترقب للتطورات العالمية
أظهر محضر اجتماع بنك اليابان الأخير أبرز المواقف والآراء المختلفة لأعضاء مجلس الإدارة بشأن مستقبل السياسة النقدية والاقتصاد. وفيما يلي تفاصيل ما ورد:
- أظهر محضر اجتماع بنك اليابان الصادر يوم الخميس بشأن اجتماع يوليو الماضي تباينًا في وجهات نظر أعضاء مجلس الإدارة حول مستقبل السياسة النقدية، مع اتفاق عام على أن رفع أسعار الفائدة يظل خيارًا مطروحًا إذا واصل الاقتصاد والأسعار التحرك وفق التوقعات.
- وأشار العديد من الأعضاء إلى أن اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة واليابان ساعدت في تقليص حالة عدم اليقين الاقتصادي لكنهم شددوا على أن الرسوم الجمركية ما زالت تحتاج إلى متابعة دقيقة لما قد تسببه من ضغوط على النمو والأسعار.
- وأكد أحد الأعضاء أن السيناريو الأساسي ما زال يتمثل في ركود مؤقت في النمو والتضخم الأساسي دون تغيير بينما شدد آخر على ضرورة مراقبة تأثير رفع الفائدة في يناير الماضي.
- كما لفت بعض الأعضاء إلى أن السياسة النقدية لا تزال دون المستوى المحايد، مؤكدين أن التردد المفرط قد يؤدي إلى فقدان فرصة مناسبة لرفع الفائدة وأشار آخرون إلى أن البنك قد يخرج من سياسة الترقب والانتظار ويبدأ برفع الفائدة في وقت قريب، ربما هذا العام، إذا أظهر الاقتصاد الأميركي مرونة ولم يتأثر الاقتصاد الياباني بشكل كبير.
- في المقابل، دعا بعض الأعضاء إلى التروي وانتظار مزيد من البيانات قبل اتخاذ أي خطوات جديدة في ظل احتمالات تغير توجهات السياسة النقدية للفيدرالي الأميركي وتقلبات سوق الصرف تبعًا للتضخم وأوضاع سوق العمل بالولايات المتحدة.
“بي واي دي” الصينية تتفوق على “تسلا” في مبيعات السيارات الكهربائية بالاتحاد الأوروبي للشهر الثاني على التوالي
تفوقت شركة “بي واي دي” الصينية على منافستها الأمريكية “تسلا” في مبيعات السيارات داخل الاتحاد الأوروبي خلال أغسطس للشهر الثاني على التوالي، بعدما سجلت مبيعاتها نحو ثلاثة أضعاف مبيعات “تسلا”، وفق بيانات رابطة مصنعي السيارات الأوروبية.
وأظهرت البيانات ارتفاع إجمالي مبيعات السيارات في الاتحاد الأوروبي بنسبة 5.3% خلال أغسطس بدعم من زيادة تسجيلات المركبات الكهربائية 30.2%، والهجينة 54.5%، والهجينة القابلة للشحن الخارجي 14.1%.
وقفزت مبيعات “بي واي دي” داخل الاتحاد الأوروبي بنسبة 201.3%، لترتفع حصتها السوقية إلى 1.3%، فيما تراجعت مبيعات “تسلا” 36.6% لتنخفض حصتها إلى 1.2% مقارنة بـ 2% خلال نفس الفترة من العام الماضي.
كما عادت مجموعة “ستيلانتيس” المالكة لعلامات مثل بيجو وفيات وكرايسلر – إلى تسجيل نمو في مبيعاتها الأوروبية للمرة الأولى منذ أكثر من عام، مستفيدة من تحسن الطلب بالسوق.
تكشف هذه التطورات عن مشهد اقتصادي عالمي متشابك، حيث تسعى البنوك المركزية لتحقيق التوازن بين الاستقرار النقدي ودعم النمو، بينما تواصل شركات السيارات الكهربائية منافسة محتدمة لإعادة رسم خريطة السوق الأوروبية. وفي ظل هذه المعطيات، يبقى المستقبل مرهونًا بمرونة الاقتصادات الكبرى واستجابة الأسواق للتغيرات المتسارعة.