العملات الرقمية تعد إحدى وسائل
استراتيجيات التداول و المقايضة الحديثة في عالم الاقتصاد الرقمي بكل أشكاله المعاصرة. فمنذ ظهور التداول بالعملات الرقمية أصبح كثير من المستخدمين الجدد لا يعلمون ماهية هذه العملات، وأين يمكن استخدامها في البيع والشراء أو الاستثمار، وغيرها من طرق التعامل المالي، وكذلك موقف الشريعة الإسلامية منها. ومن أكثر الأسئلة شيوعًا بين المستثمرين: هل تداول العملات الرقمية حرام ؟
كل هذه الأسئلة وغيرها سنجيب عنها من خلال منصة إيفست (Evest)، المنصة العربية الرائدة في عالم الاستثمار الرقمي.
ماهي العملات الرقميه
لا تخلو منصات التداول ووسائل التواصل الاجتماعي اليوم من الحديث عن العملات الرقمية، كإحدى وسائل الربح الحديثة والشائعة في عالم الاستثمار.
فالعملات الرقمية هي أداة إلكترونية مبتكرة تمثل شكلاً جديدًا من النقود، يتم إنشاؤها وتداولها عبر الإنترنت باستخدام أرقام ورموز مشفرة يتم توثيقها داخل شبكات حسابية معقدة تُعرف باسم تقنية البلوكشين (Blockchain).
وقد تم إصدار أول عملة رقمية في عام 2009، وهي البيتكوين (Bitcoin)، التي مثلت نقطة الانطلاق لعصر جديد من التعاملات الإلكترونية المشفرة.
وفي عام 2010، استخدمت البيتكوين لأول مرة في شراء حقيقي لقطعة من البيتزا، فيما عرف لاحقًا باسم يوم بيتكوين بيتزا، ليصبح هذا الحدث أول دليل عملي على إمكانية استخدام العملات الرقمية كوسيلة للدفع.
كيف يتم التداول بالعملات الرقمية؟
تعد العملات الرقمية وسيلة من أدوات التداول، وهي طريقة استثمارية في صعود مستمر، إذ يبحث الكثيرون عنها كطريق إلى الربح السريع، غير أنها مثل أي أداة استثمارية أخرى، ليست خالية من المخاطر، فقد تتأثر أسعارها بشكل كبير بتقلبات السوق. وفيما يلي خطوات مبسطة للتداول الآمن:
- ابدأ بفتح حساب تجريبي على منصة ايفست (Evest)
وهي من المنصات الموثوقة التي تتيح للمستخدمين العرب تجربة التداول في بيئة آمنة، متوافقة مع الشريعة الإسلامية
- ابدأ التداول بأموال افتراضية
لاختيار قدراتك ومعرفة اسعار العملات الرقمية في وقت الشراء والبيع، وذلك قبل الدخول برأس مال حقيقي.
- تابع مؤشرات السوق لحظة بلحظ
تتغير أسعار العملات الرقمية بسرعة كبيرة، لذلك من المهم متابعة الأخبار والتحليلات لفهم الاتجاهات.
-
- تحقيق الأرباح من خلال تداول العملات الرقمية عن طريق فروق الأسعار، و الاستثمار طويل الأجل
العملات الرقميه بين الحلال والحرام
بعد فهم طريقة التداول سريعًا، يبرز التساؤل الأهم: هل العملات الرقمية حرام ام حلال؟ هذا السؤال ما زال محل نقاش بين العلماء والهيئات الشرعية، نظرًا لطبيعة هذه العملات التي لا تخضع لجهة مركزية، ولا تستند إلى أصلٍ مادي. كما يختلف قيمة التداول وحجم التداول في الحكم الشرعي لها. وقد أولى الإسلام اهتمامًا كبيرًا بالمال، بالطرق التي تحافظ عليه وتنميه وتعود بالنفع على صاحبه، إذ إن مقاصد الشريعة الإسلامية كلها تقوم على الحفاظ على المال وتفعيل الضوابط الشرعية التي تنظم حركات البيع والشراء.
وقد خالف بعض العلماء الرأي القائل، بأن العملات الرقمية لا تتطابق مع النظرة الإسلامية للوسائل المالية، لأن القرآن الكريم أشار إلى الذهب والفضة كنوعٍ من المال، قال تعالى: “زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ.” فذكر الذهب والفضة في الآية الكريمة دليلٌ على كونهما أصلًا في المال، وما يقاس عليهما من وسائل التبادل الحديثة، كالعملات الورقية أو الرقمية يعد مالًا، باعتبار اذا تعارف الناس عليه، وحقق مقاصد الشريعة في حفظ المال.
إلا أن نقطة الخلاف الجوهرية تكمن في مدى تحقق هذه المقاصد في العملات الرقمية؛ فالعلماء لم يختلفوا في كونها وسيلة رقمية جديدة يمكن أن تعتبر مالًا، ولكنهم اختلفوا في مدى قدرتها على تحقيق الضوابط الشرعية التي أمر بها الإسلام، وعلى رأسها الحفاظ على الأنفس ومنع الغرر والربا والضرر في المعاملات المالية
حكم التداول بالعملات الرقمية
هل العملات الرقمية حرام ام حلال؟ في هذا السياق يأتي دور الفقهاء في البحث العلمي ومواكبة التطورات الاقتصادية والمالية الحديثة، إذ ظهرت العديد من الأبحاث والدراسات الإسلامية التي تناولت أهمية معرفة الجوانب الفنية للعملات الرقمية باعتبارها وسيلة مالية جديدة، وبيان مدى توافقها مع المقاصد الشرعية للإسلام. ولفهم ذلك، نعود إلى تعريف العملة في الإسلام، العملة هي وسيلة منظمة ذات قيمة محددة لتبادل المنافع بين الناس، وفق الضوابط الشرعية، ومن أهم هذه الضوابط:
- أن تكون خالية من الغش والخداع.
- أن تكون بعيدة عن الربا.
- ألا تؤدي إلى خسارة المال أو المقامرة.
و الضوابط الشرعية العامة في العملة المخصصة للبيع والشراء في الإسلام فهي:
- أن تكون ذات قيمة اعتبارية متداولة ومعترف بها بين الناس.
- أن تستخدم في الأمور المباحة.
ومن خلال هذه الضوابط، اختلف العلماء في حكم التداول بالعملات الرقمية في العصر الحديث بين مؤيد ومعارض، وتدور الآراء جميعها حول التحذير من آثارها الاقتصادية ومخاطرها المالية.
الرأي الأول: القائلون بتحريم التعامل بالعملات الرقمية
يرى أصحاب هذا الرأي أن الإجابة عن سؤال هل تداول العملات الرقميه حرام؟ تكون بالإيجاب، وقد تبنى هذا الاتجاه عدد من العلماء، من بينهم بعض أعضاء هيئة كبار العلماء في السعودية مثل الشيخ عبد الله المنيع، وكذلك الشيخ ابن باز (رحمه الله) والدكتور عمر عبد الكافي، حيث جاء في فتاواهم أن التعامل بالعملة الرقمية حرام، للأسباب الآتية:
- نشأة العملات الرقمية وطريقة استخدامها يشوبها الغموض وعدم الوضوح.
- أنها لا تمتلك قيمة اعتبارية ثابتة، ولا ضامنًا أو غطاءً ماديًا لها.
- إمكانية استخدامها في المحرمات مثل: غسيل الأموال، والدعارة، وتجارة الأسلحة والمخدرات، و الفقاعة الاقتصادية
- عدم خضوعها لأي جهة مركزية أو رقابة حكومية داخل الدولة.
الرأي الثاني:القائلون بحواز التعامل بالعملات الرقمية
أجابت هذه المدرسة السؤال حول التداول حلال ام حرام في العملات الرقميه، حيث أكدت أن الإسلام قادر على التكيف مع القضايا الاقتصادية المعاصرة، وأن التطور المالي الحديث يمكن الاستفادة منه إذا التزم بالضوابط الشرعية.
لذلك أجازوا استخدام العملات الرقمية في التداول والبيع والشراء بشرط أن:
- تكون المعاملات خالية من الربا.
- لا تُستخدم في المحرمات.
- تكون لها قيمة مادية أو اعتبارية معروفة، وأن تُعامل كوسيلة تبادل حقيقية بين الناس.
ويستند هذا الرأي إلى الواقع الاقتصادي الحديث، ويرى أن التعامل بالعملات الرقمية جائز بضوابط، خاصة إذا تم عبر منصات رسمية موثوقة وتحت إشراف قانوني،
الرأي الثالث: القائلون بالتوقف والاحتياط
يدعو هذا الفريق إلى التوقف عن التعامل بالعملات الرقمية مؤقتًا حتى تتضح حقيقتها، ويصدر العلماء مزيدًا من الأبحاث والدراسات حولها.
ويتبنى هذا الرأي عدد كبير من العلماء، كما هو موقف المجامع الفقهية الإسلامية الدولية، وبعض هيئات كبار العلماء، إذ يرون أن العملات الرقمية لا تزال في مرحلة التطوير والتقلب الشديد، ما يجعل الحكم القطعي فيها متعذرًا حاليًا في ظل مقايضة العملة المزدوجة وما يعتريها من شبهات ربوية.
الرأي الراجح في حكم التداول بالعملات الرقمية حكم العملات الرقمية يقع بين الحل والحرمة، فهي أصبحت واقعًا اقتصاديًا عالميًا لا يمكن تجاهله. وقد لخص الدكتور أسامة قيس الدريعي أحد علماء الاقتصاد الإسلامي الرأي الأرجح و المتوازن بقوله” لا يمكن أن نحكم على جميع العملات الرقمية بأنها محرمة، فهناك تعامل بها في كثير من الدول، من خلال أفضل العملات للتداول الموثقة باعتماد دولي.
وأرجع الدكتور الدريعي المشكلة في العملات الرقميه وهل التعامل بها حرام في التداول، إلى غياب الضامن لها، فليس هناك جهة معتمدة توفر لها الغطاء المالي، وأشار إلى أنه فى حال وجدت تلك الجهة فلا مانع من التعامل بها في جميع المعاملات المالية من بيع وشراء واستثمار وتداول.
ويعد هذا الرأي هو الأرجح، ويأتي متسقًا مع حقيقة لايمكن تجاهلها، بأن العملات الرقمية أصبحت وسيلة تداول هامة في الاقتصاد العالمي،
منصة تداول عملات الرقمية حلال
بعد هذا العرض الموجز للآراء الفقهية المختلفة، وبيان الرأي الأرجح، يتضح أن التداول عبر المنصات المعتمدة هو الوسيلة الأمثل لتداول العملات الرقمية، وفقًا لقواعد الشريعة الإسلامية. وفي هذا السياق، يتداول المستخدمون سؤالا عن منصة ايفست حلال ام حرام ؟ تعد منصة “إيفست” (Evest) واحدة من أبرز المنصات الرقمية المعتمدة في المملكة العربية السعودية والدول العربية، حيث توفر حسابات التداول في ايفست بيئة آمنة ومضمونة للتداول والاستثمار في مختلف الأصول، ومن بينها العملات الرقمية وفق قواعد الشريعة الإسلامية.
الخاتمة
إن حكم التداول بالعملات الرقمية جائز بالضوابط الشرعية التي أقرها علماء الإسلام، إذ إن الأصل في المعاملات هو الجواز، ما دامت خالية من الربا والمقامرة والغرر.
الأسئلة الشائعة
العملات الرقمية هي عملات مشفّرة لا تخضع لإدارة البنوك المركزية، وتستخدم كبديل للعملات التقليدية في بعض الدول. وتخضع هذه العملات لرقابة دولية من خلال أسواق التداول الإلكترونية، التي تنظم عمليات البيع والشراء.
حتى الآن، لم تجز هيئة كبار العلماء في السعودية التعامل بالعملات الرقمية باعتبارها وسيلة شرعية لكسب المال. ومع ذلك، فإن الفتوى الصادرة تكتفي بالتحذير من المخاطر، دون إصدار حكم بالمنع القاطع، خاصة في ظل وجود منصات تداول معتمدة عالميًا تعمل وفق الأطر القانونية، بالإضافة إلى وجود آلاف المتداولين من داخل المملكة
العملات الرقمية حرام إذا كان التعامل بها يهدف إلى المضاربة أو المقامرة، أو يتضمن الجهالة والمخاطرة العالية. ما هي العملات الرقمية؟
هل العملات الرقمية مسموحة في السعودية؟
هل العملات الرقمية حرام؟
