تراجع الأسهم الأميركية بعد أطول سلسلة ارتفاعات أسبوعية: بعد أن سجلت الأسهم الأميركية أطول سلسلة من الارتفاعات الأسبوعية لهذا العام،
شهدت الأسواق تراجعاً مع استعداد المتداولين لموسم تقارير أرباح مهمة من شركات كبرى مثل “بوينغ“، “تسلا“، و”يونايتد بارسل سيرفيس”.
تأتي هذه التراجعات في وقت تشهد فيه الأسواق حالة من الشراء المفرط،
مما يزيد من احتمالية جني الأرباح على المدى القريب.
المحتوى
تراجع الأسهم
تحديات وول ستريت
التراجع الجماعي في المؤشرات
توقعات الفائدة
تقلبات الأسواق
مكاسب مستمرة
توقعات السوق المستقبلية
فرص الشراء في فترات التراجع
موسم الأرباح وأداء شركات التكنولوجيا الكبرى
تأثير إعصار هيلين
تراجع الأسهم الأميركية بعد الارتفاعات المتواصلة
التقطت الأسهم الأميركية أنفاسها بعد سلسلة من الارتفاعات المتتالية التي دفعت مؤشر “إس آند بي 500” إلى مستويات قياسية.
شهد السوق نحو 30 جلسة دون خسائر متتالية، وهي سلسلة تُعد من بين الأفضل منذ عام 1928، بحسب “سنتيمنتريدر”.
وقال دان وانتروبسكي، مدير الأبحاث في “جاني مونتغومري سكوت”،
إن السوق لا يزال في حالة شراء مفرط وعرضة لجني الأرباح على المدى القريب.
تحديات وول ستريت في موسم الأرباح
من المتوقع أن تعلن حوالي 20% من الشركات المدرجة في مؤشر “إس آند بي 500” عن نتائجها هذا الأسبوع،
مما يجعل من موسم الأرباح أحد أكبر التحديات التي تواجه “وول ستريت”.
وفقاً لاستطلاعات “بلومبرغ ماركتس”، تعتبر نتائج الشركات أكثر أهمية لتحديد
اتجاه السوق من الانتخابات الأميركية المقبلة أو سياسة الاحتياطي الفيدرالي.
التراجع الجماعي في المؤشرات
تراجع مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 0.4%، في حين انخفض مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 0.1%،
و”داو جونز” بنسبة 0.9%. كما شهد مؤشر “راسل 2000” تراجعاً بنسبة 1.5%.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت أسهم شركات بناء المنازل هبوطاً كبيراً،
بينما انخفضت أسهم “يونايتد بارسل سيرفيس” بعد توصية بيع من “باركليز“.
وعلى النقيض، حققت أسهم “إنفيديا” مستوى قياسياً جديداً،
وارتفعت أسهم “بوينغ” بنسبة 2.7% بعد التوصل إلى اتفاق مبدئي مع نقابتها.
توقعات الفائدة وارتفاع عوائد السندات
ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار 9 نقاط أساس لتصل إلى 4.18%.
توقعات متزايدة تشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يبقي أسعار الفائدة دون تغيير في نوفمبر.
كما يُتوقع أن تخفض الفائدة بمقدار 20 نقطة أساس الشهر المقبل.
تقلبات الأسواق والمخاطر الجيوسياسية
ارتفعت أسعار النفط بعد تحرك الصين لتعزيز اقتصادها، بينما تابع المتداولون المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
تزايدت التقلبات في عقود خيارات الأسهم والسندات والعملات،
حيث يدفع المستثمرون المزيد مقابل التحوط من المخاطر المرتبطة بالانتخابات الأميركية
وقرارات الفائدة والمخاوف من توسع الصراع في الشرق الأوسط.
مكاسب مستمرة لمؤشر “S&P 500”
شهد مؤشر “S&P 500” مكاسب متتالية على مدى ستة أسابيع،
مما يمثل سلسلة نادرة من الارتفاعات التي حدثت فقط 53 مرة منذ عام 1950،
أي حوالي 8% من جميع الفترات ذات الستة أسابيع،
وفقاً لآدم تيرنكيست من “إل بي إل فاينانشال” (LPL Financial).
توقعات السوق المستقبلية
أوضح تيرنكيست أن المؤشر عادةً ما يسجل متوسط عائد بنسبة 0.2% في الأسبوع التالي لمثل هذه السلاسل،
حيث امتدت 58% من هذه السلاسل إلى مكاسب تستمر لسبعة أسابيع.
أما متوسط العوائد للأشهر الستة والاثني عشر القادمة،
فقد كان 5.1% و11.4% على التوالي، مع نسب إيجابية تفوق المتوسط لكلتا الفترتين.
فرص الشراء في فترات التراجع
وأشار تيرنكيست إلى أنه “في ظل دخول السوق فترة
قد تكون متقلبة قبل الانتخابات ووجود مقاومة قريبة من ذروة الأسعار الصاعدة،
تشير البيانات التاريخية إلى أن المستثمرين يجب أن يستفيدوا من فترات التراجع للشراء،
حيث يميل الزخم إلى الاستمرار بعد سلسلة مكاسب من ستة أسابيع.”
موسم الأرباح وأداء شركات التكنولوجيا الكبرى
قال ديفيد لاوت من “أباوند فاينانشال” (Abound Financial): “نعتقد أن هناك مجالاً لاستمرار ارتفاع الأسهم،
خاصة مع دخول الأسواق فترة قوية موسمياً من العام، حيث يعتبر نوفمبر وديسمبر تاريخياً من الأشهر الجيدة للأسهم.
” وأضاف: “موسم الأرباح يحتدم، وسنسمع قريباً نتائج شركات التكنولوجيا الكبرى وآخر التطورات حول استثماراتهم في الذكاء الاصطناعي.
بالنسبة لتلك الشركات، هذا هو الربع الذي يتعين عليهم فيه إثبات قدرتهم على تحقيق الأرباح.”
تواجه شركة “تسلا” هذا الأسبوع تساؤلات خلال مكالمة أرباحها بشأن أهداف الإنتاج والتحديات التنظيمية،
بعد أن فشل إطلاق شاحنتها الجديدة “سايبركاب” في إثارة حماس المستثمرين وتبديد المخاوف المتعلقة بمبيعات المركبات الأخيرة.
كما تواجه “بوينغ” تحديات تهدئة مخاوف المستثمرين بشأن تأخيرات الإنتاج، النزاعات العمالية، ونفاد الموارد المالية.
تأثير إعصار “هيلين” على الأسهم الأمريكية
من المتوقع أن تكشف نتائج شركات “يو بي إس”، “نورفولك ساذرن”، و”ساوث ويست إيرلاينز” عن التأثير المشترك لإعصار “هيلين”
وإضراب عمال الأرصفة الذي استمر لمدة ثلاثة أيام على الساحل الشرقي خلال الربع الأخير من العام.
وفقاً لجيفري بوخبيندر من شركة “إل بي إل فاينانشال”، فإن توقعات أرباح الربع الثالث منخفضة نسبياً،
حيث يتوقع المحللون زيادة بنسبة 3% فقط في أرباح الشركات المدرجة في مؤشر “إس آند بي 500” لكل سهم.
وأشار بوخبيندر إلى أن هذه التوقعات المنخفضة، مع وجود بيئة اقتصادية داعمة،
قد تفتح الباب أمام تحقيق مكاسب.
لكنه أضاف أن السوق قد يكون بالفعل قد أخذ في الحسبان هذه النتائج الإيجابية المتوقعة.
ردود فعل السوق على أداء الشركات في موسم الأرباح
بحسب استراتيجيي “مورغان ستانلي” بقيادة مايكل ويلسون،
فإن الشركات التي تمكنت من تجاوز توقعات الأرباح حتى الآن في هذا الموسم،
قد حصلت على مكافآت أكبر مقارنةً بالفصول الأربعة الماضية.
وأشاروا أيضاً إلى أن اتساع نطاق التعديلات لعام 2025 تجاوز التوقعات الموسمية المعتادة.
جينا مارتن آدامز ووندي سونغ، الاستراتيجيتان في “بلومبرغ إنتليجنس”،
أشارتا إلى أن الأيام الأولى من موسم الأرباح تشهد عادةً تفاعلات قوية في السوق.
وأضافتا أن الأسهم التي تجاوزت توقعات أرباح أو إيرادات الربع الثالث، أو كليهما،
قد حققت عائداً إضافياً في يوم واحد بلغ 2.1%، 2.3% و2.6%، وهو ما يزيد عن ضعف المتوسط الطويل الأجل.
على الجانب الآخر، التوقعات المخيبة للآمال أدت إلى انخفاضات أكبر في الأسعار،
حيث سجلت انخفاضات بنسب بلغت 3.8%، 2% و3.7%، مما يعكس أهمية التوقعات في توجيه تحركات السوق.
تشابه مع فترات تقييمات مرتفعة سابقة
على الرغم من أن السوق أظهرت مرونة كبيرة هذا العام، حيث سجلت تسعة أشهر إيجابية من أصل عشرة،
أشار مارك هاكيت من شركة “نيشنوايد” إلى وجود تشابه مع الفترة بين عامي 2001 و2006،
عندما كانت تقييمات شركات التكنولوجيا مرتفعة بشكل غير اعتيادي.
وأضاف هاكيت: “على عكس فقاعة الدوت كوم، فإن شركات التكنولوجيا الرائدة اليوم تتمتع بأساسيات قوية،
ولكن السوق الحالي لا يزال بعيداً عن أن يكون ‘طبيعياً’.
التوقعات العالية تمثل إشارات تحذيرية لاحتمال حدوث اضطرابات في المستقبل القريب.
لذا، يجب على المستثمرين أن يستعدوا لعوائد معتدلة وتقلبات متزايدة، خاصة مع ظهور بعض التحديات بعد عام 2024”.
توقعات الاستراتيجيين
وفقاً لاستراتيجيين في “غولدمان ساكس“، من بينهم ديفيد كوستين،
فمن غير المتوقع أن تحافظ الأسهم الأميركية على أدائها الاستثنائي الذي شهدته خلال العقد الماضي.
وقد أشاروا إلى أن العديد من المستثمرين قد يتجهون نحو الأصول الأخرى مثل السندات لتحقيق عوائد أفضل.
اما في ما يخص مؤشر “إس آند بي 500” فيتوقع الاستراتيجيون
أن يحقق عائداً سنوياً اسمياً قدره 3% فقط خلال السنوات العشر المقبلة،
مقارنةً بعائد قدره 13% خلال العقد الماضي، ومتوسط عائد طويل الأجل يبلغ حوالي 11%.
وكتب الفريق في مذكرة بتاريخ 18 أكتوبر: “يجب أن يكون المستثمرون مستعدين
لعوائد أقل من المتوسط على الأسهم خلال العقد المقبل،
حيث من المرجح أن تكون أقرب إلى الطرف الأدنى من نطاق الأداء المعتاد”.
تراجع الأسهم الأميركية بعد أطول سلسلة ارتفاعات أسبوعية