الذهب يتألق مجددًا وسط تصعيد تجاري… والنفط يتراجع تحت ضغط التوترات الروسية:
افتتح الأسبوع بأسواق مالية مضطربة،
حيث شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا جديدًا مدفوعة بالطلب المتزايد على الملاذات الآمنة،
بينما تذبذبت أسعار النفط على خلفية تصريحات حادة للرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد روسيا،
أثارت مخاوف من تصعيد إضافي في التوترات الجيوسياسية.
المحتوى
الذهب يقفز إلى مستويات تاريخية
أسواق النفط تحت الضغط
خلاصة المشهد
الذهب يقفز إلى مستويات تاريخية مع تصاعد مخاوف الحرب التجارية
سجّل سعر الذهب ارتفاعًا تدريجيًا ليتجاوز 3,093 دولاراً للأونصة،
متخطياً المستوى القياسي السابق الذي تم تسجيله يوم الجمعة الماضي،
حين حقق مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي.
هذا الصعود جاء قبيل إعلان متوقع من البيت الأبيض بشأن رسوم جمركية متبادلة،
بعد توقيع ترمب الأسبوع الماضي قرارًا بفرض رسوم بنسبة 25% على واردات السيارات.
منذ بداية عام 2024، قفز الذهب بأكثر من 17%، محققًا ما لا يقل عن 15 مستوى قياسيًا جديدًا،
مدفوعًا بمشتريات مكثفة من البنوك المركزية،
إلى جانب تنامي الطلب على أدوات التحوط في ظل تصاعد الضبابية الاقتصادية والسياسية.
ورغم تراجع التوقعات بشأن خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة
حيث يتوقع السوق خفضين فقط بمقدار ربع نقطة مئوية
فإن الذهب يواصل جاذبيته كأصل غير مدر للعوائد في بيئة يسودها عدم اليقين.
وفي هذا السياق، رفعت مجموعة غولدمان ساكس توقعاتها لسعر الذهب إلى 3,300 دولار للأونصة بنهاية العام الجاري،
مشيرة إلى الطلب القوي من البنوك المركزية وزيادة الاستثمارات في صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب.
وبحلول الساعة 6:17 صباحاً بتوقيت سنغافورة،
تم تداول الذهب الفوري مرتفعًا بنسبة 0.2% عند 3,092.49 دولاراً للأونصة،
بينما تراجع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 0.1%.
أما المعادن الأخرى، فقد استقرت أسعار الفضة والبلاتين، في حين سجل البلاديوم تراجعًا طفيفًا.
أسواق النفط تحت الضغط وسط تهديدات ترمب بعقوبات على روسيا
في المقابل، شهدت أسعار النفط اليوم الإثنين تقلبات ملحوظة،
بعدما صرّح الرئيس ترمب بأنه “غاضب للغاية” من نظيره الروسي فلاديمير بوتين،
ملوّحًا بفرض قيود صارمة على صادرات النفط الروسي،
في حال عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.
يتداول خام برنت تسليم يونيو دون 73 دولارًا للبرميل،
فيما يستقر خام غرب تكساس الوسيط حول 69 دولارًا.
وفي مقابلة مع شبكة NBC News، صرّح ترمب:
“إذا اعتقدت أن روسيا مسؤولة، فإن كل من يشتري النفط منها لن يُسمح له بممارسة الأعمال داخل الولايات المتحدة.
سنفرض تعريفات بنسبة 25% على جميع شحنات النفط، وقد تصل الرسوم إلى 50 نقطة.”
هذه التصريحات تفتح الباب أمام تداعيات واسعة في سوق الطاقة العالمية،
إذ تُعد روسيا من بين أكبر ثلاث دول منتجة للنفط،
وأي تحرك لمعاقبتها قد يؤدي إلى اختلالات في الإمدادات العالمية.
وتُواجه كل من الهند والصين، اللتين أصبحتا أكبر مستهلكين للنفط الروسي منذ اندلاع الحرب،
ضغوطاً متزايدة نتيجة لهذه التهديدات.
يُذكر أن صادرات روسيا من النفط الخام بلغت في مارس أعلى مستوياتها منذ خمسة أشهر،
فيما بدأت العقوبات الأميركية على أسطول ناقلات النفط الروسي
تُظهر بوادر تراجع في فعاليتها، ما يعقّد المشهد أكثر.
خلاصة المشهد
بينما تواصل الأسواق البحث عن الوضوح وسط هذا التصعيد السياسي والاقتصادي،
يبدو أن الذهب سيظل المستفيد الأكبر،
في حين تترقب أسواق الطاقة أي تحركات جديدة قد تعيد رسم ملامح سلاسل الإمداد العالمية.
الذهب يتألق مجددًا وسط تصعيد تجاري… والنفط يتراجع تحت ضغط التوترات الروسية