بي واي دي تسبق تسلا بخطوة.. شحن في 5 دقائق يكرّس التفوق الصيني
فاجأت شركة “بي واي دي” الصينية العالم بإعلانها عن نظام شحن كهربائي فائق السرعة،
يمكن من خلاله تزويد السيارة بالطاقة في غضون خمس دقائق فقط،
لترسخ بذلك تفوقها على “تسلا” الأميركية، التي تعاني في المقابل من تبعات موقف رئيسها التنفيذي السياسي وتباطؤ المبيعات.
أحياناً يكون الرسم البياني مجرد بيانات، وأحياناً أخرى يحمل رسالة أعمق. ففي مطلع عام 2025،
يبدو التباين بين “تسلا” و”بي واي دي” أبلغ من مجرد أرقام:
شركة أميركية تواجه ضغوطاً داخلية، وأخرى صينية تحقق قفزات تقنية على أرض الواقع.
المحتوى
تكنولوجيا
أحدثت “بي واي دي” ضجة بإعلانها عن طراز جديد قادر على قطع 400 كيلومتر بعد شحنه في أقل من خمس دقائق،
مستنداً إلى منصة “سوبر إي بلاتفورم” المتطورة.
وعلى الرغم من أن مثل هذه الادعاءات تتطلب بعض الحذر، خاصة مع الحديث عن قدرة شحن تصل إلى 1 ميغاواط،
إلا أن الشركة ليست مجرد ناشئة، بل أكبر منتج عالمي للمركبات الكهربائية، بما فيها الهجينة القابلة للشحن الخارجي.
الجدير بالذكر أن “بي واي دي” تعتزم تدشين نحو 4 آلاف محطة شحن فائق في الصين،
ما يعني أنها تسير بخطى حثيثة نحو إحداث تحول جذري في عالم التنقل الكهربائي.
تسليم أولى السيارات المزودة بهذه التقنية قد يبدأ في أبريل،
ما يسلّط الضوء على سرعة تنفيذها، ويضع “تسلا” في موقف لا تُحسد عليه.
الشحن الخاطف لا يعني فقط إنهاء زمن الانتظار الطويل، بل قد يغيّر المعادلة بالكامل لصالح السيارات الكهربائية،
من خلال تقليل الحاجة إلى بطاريات ضخمة، وتخفيف الضغط على سلاسل التوريد للمعادن النادرة.
تسلا
تراجع “تسلا” في مواجهة التحديات
في المقابل، تبدو “تسلا” غارقة في مشكلاتها. من تراجع مبيعاتها وسعر سهمها،
إلى دخول إيلون ماسك في سجالات سياسية أضرت بعلامة الشركة.
بينما تتجه المنافسة نحو طرح سيارات منخفضة التكلفة، تخلت “تسلا” عن خططها لتصنيع طراز اقتصادي،
وطرحت شاحنة “سايبر ترك” الفاخرة بسعر يفوق 100 ألف دولار.
رغم تراجع قيمة سهم “تسلا”، لا يزال تقييمه مرتفعاً بمضاعف ربحية يبلغ 84 مرة،
وهو أعلى بأربع مرات من تقييم “بي واي دي”، مما يثير تساؤلات حول منطقية هذا التقييم في ظل التطورات الأخيرة.
وفي حين توفر “بي واي دي” تقنيات مساعدة القيادة كميزة أساسية،
تفرض “تسلا” رسوماً إضافية مقابل نظامها المتقدم، مما يزيد من الفجوة بين الشركتين في مستوى القيمة مقابل السعر.
الهيمنة الأميركية
لا يقتصر التحدي على “تسلا” وحدها، بل يشمل كامل صناعة السيارات الأميركية.
ومع استمرار واشنطن في فرض رسوم جمركية لحماية السوق المحلية من التكنولوجيا الصينية،
تحرم بذلك المستهلكين من ابتكارات قد تُحدث ثورة في قطاع النقل.
وفي ظل اعتماد شركات مثل “جنرال موتورز” و”فورد” على الإنتاج في المكسيك وكندا،
تبدو تهديدات ترمب المتكررة بشأن إعادة التفاوض على الاتفاقات التجارية خطراً حقيقياً قد يعطّل سلاسل التوريد ويقوّض فرص الابتكار.
الواقع الجديد يشي بأن القرن الحادي والعشرين لن يكون استمراراً لما عرفته أميركا في القرن الماضي من ريادة في صناعة السيارات،
بل ربما تتحول فيه دفة القيادة بشكل نهائي نحو الشرق.
بي واي دي تسبق تسلا بخطوة