مؤشرات وول ستريت على أعتاب مستويات قياسية بدعم من عمالقة التكنولوجيا: حققت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى ارتفاعات ملحوظة،
مدفوعة بالتفاؤل المتزايد حول الذكاء الاصطناعي وسلسلة من الأرباح القوية للشركات الرائدة،
مما أدى إلى اقتراب مؤشرات وول ستريت من أعلى مستوياتها على الإطلاق.
المحتوى
مخاوف المستثمرين
تحذيرات بشأن التقييمات
الزخم الصعودي
استمر الزخم الصعودي للأسهم هذا العام، حيث تجاوز مؤشر S&P 500 لفترة قصيرة حاجز 6100 نقطة.
وسجلت أسهم شركة “نتفليكس” ارتفاعًا بنحو 10% نتيجة أكبر زيادة في عدد المشتركين في تاريخها.
كما قادت شركة “إنفيديا” المكاسب بين الشركات الكبرى،
في حين ارتفعت أسهم “أوراكل” بأكثر من 6.5% بفضل
مشروع مشترك بقيمة 100 مليار دولار مع “سوفت بنك” و”أوبن إيه آي”.
المشروع، الذي تم الإعلان عنه بمشاركة الرئيس السابق دونالد ترامب،
يعزز الآفاق الواعدة لتطورات الذكاء الاصطناعي التي تقود موجة السوق الصاعدة.
وقال ستيف سوسنيك من شركة Interactive Brokers: “وجود وعود بتمويل ضخم لمشروعات الذكاء الاصطناعي،
سواء تحقق ذلك التمويل بالكامل أم لا، يكفي لإعادة إشعال حماس المستثمرين نحو هذه التقنية وكل ما يرتبط بها تقريبًا”.
مخاوف المستثمرين تتصاعد
رغم المحاولات الأخيرة لتنويع السوق وإشراك شركات جديدة إلى جانب عمالقة التكنولوجيا،
إلا أن معظم الشركات المدرجة في مؤشر S&P 500 شهدت تراجعًا في أدائها، مما أثار مخاوف كبيرة لدى المستثمرين.
القلق الرئيسي يتمثل في ضعف الأداء العام للسوق،
خاصة في ظل التقييمات المرتفعة بشكل غير مبرر والزيادة الكبيرة في أسعار أسهم الذكاء الاصطناعي.
هذه العوامل جعلت المستثمرين أكثر حذرًا من احتمالية حدوث تصحيحات حادة.
المخاوف من المبالغة في تقييمات أسهم التكنولوجيا وعدم اتساع نطاق المشاركة في ارتفاعات السوق تجعل المستثمرين أكثر حذرًا.
في المقابل، يظل التفاؤل بشأن الذكاء الاصطناعي والأرباح القوية عاملًا إيجابيًا
يدفع الأسواق إلى مستويات قياسية جديدة، وإن كان بوتيرة متحفظة.
ورغم الجهود المبذولة لتوسيع نطاق السوق لتشمل شركات أخرى بجانب عمالقة التكنولوجيا،
إلا أن معظم الشركات المدرجة في مؤشر S&P 500 شهدت تراجعًا في الأداء،
مما عزز المخاوف بين المستثمرين بشأن حالة السوق.
تتزايد المخاوف من التقييمات المرتفعة للغاية، لا سيما مع الارتفاع الكبير في أسهم الذكاء الاصطناعي.
هذا الاتجاه أثار شكوكًا حول استدامة هذا الزخم وما إذا كان السوق مهيأ لتصحيح محتمل.
تحذيرات من تقييمات مبالغ فيها
صرح جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورغان، بأن سوق الأسهم الأمريكية قد تكون مبالغًا في تقييمها،
قائلاً: “أسعار الأصول تبدو مرتفعة إلى حد ما”.
وأكد في مقابلة مع قناة سي إن بي سي أن الأسواق بحاجة إلى نتائج إيجابية قوية لتبرير تلك التقييمات.
أداء السوق
ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.6%، سجل مؤشر ناسداك 100 مكاسب بنسبة 1.3%،
صعد مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.3%.
بينما شهد مؤشر “العظماء السبعة” (ميتا، مايكروسوفت، أبل، إنفيديا، أمازون، ألفابت، تسلا) ارتفاعًا بنسبة 1.3%،
تراجع مؤشر راسل 2000 بنسبة 0.6%.
حققت أسهم شركتي ترافيلرز كومبانيز وبروكتر آند غامبل مكاسب ملحوظة، مدعومة بنتائج مالية قوية،
مما خفف بعض المخاوف بشأن تراجع السوق.
ارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتين أساس ليصل إلى 4.6%.
شهد مؤشر بلومبرغ للدولار حالة من التذبذب مع تقلبات في قيمته.
التفاعل مع سياسات ترامب
أوضح مارك هاكيت من شركة Nationwide أن الأسواق تُظهر استجابة إيجابية تجاه السياسات الأولى للرئيس السابق دونالد ترامب.
وقال: “يبدو أن المستثمرين يشعرون بحماس مماثل للأجواء التي سبقت الانتخابات،
حيث خفف إعلان تخفيض التعريفات الجمركية وبداية موسم الأرباح من حدة المخاوف”.
وأضاف: “إذا تمكنت مؤشرات الأسهم من اختراق مستويات قياسية جديدة،
فإن ذلك سيزيد من ثقة المتفائلين، خصوصًا بعد اضطرابات أرباح الشركات في الفصول الأخيرة”.
من جهته، أشار مات مالي من شركة Miller Tabak إلى أن نجاح موسم الأرباح الحالي
يمكن أن يمدد موجة الصعود الحالية للأسهم لفترة طويلة.
لكنه نبه إلى أن السوق بحاجة إلى ما هو أكثر من مجرد “تجاوز التوقعات” لتحقيق تقدم إضافي مهم.
موقف إيجابي رغم معدلات الفائدة المرتفعة
قال استراتيجيو الاستثمار في شركة BlackRock، بمن فيهم جان بويفين ووي لي:
“ما زلنا نتبنى موقفًا إيجابيًا فيما يخص المخاطر، ونتوقع أن تظل الأرباح عاملاً داعمًا للأسهم”.
وأكدوا أن “حتى في بيئة تسودها معدلات فائدة مرتفعة، يمكن للأسهم أن تواصل الصعود طالما أن الأسس الاقتصادية تظل قوية”.
توقعات لعام 2025
بعد أن ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 24% في عام 2023 و23% في عام 2024،
ظهرت تساؤلات حول قدرة المؤشر على تحقيق أداء مماثل هذا العام.
علق جيف شولز من شركة ClearBridge Investments قائلاً:
“الزيادات السنوية المتتالية التي تجاوزت 20% للمؤشر لا تعني بالضرورة أن هناك تراجعًا قريبًا.
تاريخيًا، تستمر الأسواق في تقديم عوائد قوية، وإن كانت أكثر اعتدالاً، في السنوات التالية”.
وأضاف: “بالإضافة إلى ذلك، ما زال الصعود الحالي بعيدًا عن أطول فترة ارتفاع مستمرة دون تصحيح”.
أشار شولز إلى أن أرباح السوق في السنوات الأخيرة كانت تتركز بشكل كبير في عدد قليل من الأسهم الكبرى.
لكنه توقع أن يتغير ذلك في عام 2025 مع توسيع نطاق المشاركة في الأرباح،
مما قد يحسن الأداء النسبي للأسهم الصغيرة والمتوسطة الحجم، بالإضافة إلى الأسهم ذات القيمة المتراجعة.
مراقبة الإدارة الجديدة وتأثيرها على الأسواق
أكدت سوليتا مارسيلي من إدارة الثروات العالمية في شركة UBS
أن الخطوات التي ستتخذها الإدارة الجديدة تخضع لرقابة دقيقة من المستثمرين.
وقالت: “في حين أننا نراقب التطورات عن كثب،
يجب على المستثمرين الحفاظ على تركيزهم على الأساسيات التي لا تزال تدعم الأسهم الأمريكية”.
وأضافت: “بدون التركيز على شركات معينة، نفضل الاستثمار في قطاعات التكنولوجيا، المرافق، والمالية.
كما نرى قيمة في تبني استراتيجيات مُهيكلة تساعد على التعامل مع التقلبات قصيرة الأجل”.
مؤشرات وول ستريت على أعتاب مستويات قياسية بدعم من عمالقة التكنولوجيا