موجة بيع عالمية تضرب الأسواق وسط مخاوف الركود الأمريكي

موجة بيع عالمية تضرب الأسواق وسط مخاوف الركود الأمريكي:
يشهد الاقتصاد العالمي تقلبات حادة مع تصاعد المخاوف من دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود،
مما أدى إلى موجة بيع واسعة في أسواق الأسهم.
تراجعت الأسواق الآسيوية بشكل حاد بعد انخفاض “ناسداك 100” لأدنى مستوى له منذ 2022،
بينما شهدت العملات المشفرة تراجعًا ملحوظًا،
في حين ارتفعت السندات مع سعي المستثمرين للملاذات الآمنة. فهل نحن أمام تصحيح مؤقت أم بداية أزمة أعمق؟

 

 

 

المحتوى

أداء الأسواق العالمية

مزاج سلبي

انتعاشة في الصين

وول ستريت

رهانات على خفض الفائدة

تأثر السلع

 

 

 

 

 

أداء الأسواق العالمية

عمّقت الأسواق العالمية خسائرها، مما دفع العقود الآجلة للأسهم الأمريكية إلى مستويات منخفضة جديدة،
وسط قلق متزايد من أن الرسوم الجمركية وتقليص الإنفاق الحكومي
قد يقضيان على النمو في أكبر اقتصاد في العالم.
في الوقت ذاته، تراجعت العملات المشفرة وارتفعت السندات.

شهدت الأسهم الآسيوية تراجعًا للجلسة الثالثة على التوالي يوم الثلاثاء،
بعد أن سجل مؤشر “ناسداك 100” أسوأ يوم له منذ عام 2022.
كما هبطت الأسهم الأسترالية إلى أدنى مستوى لها في سبعة أشهر،
في حين انخفض مؤشر “نيكاي 225” إلى أدنى مستوى له منذ سبتمبر.

كما تراجعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم، مثل “إس أند بي 500” و”ناسداك 100“،
والأسواق الأوروبية خلال التداولات الآسيوية،
مما عزّز موجة التراجع التي بدأت يوم الاثنين بعد تقليص “وول ستريت” للتوقعات المتفائلة.
في غضون ذلك، انخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية
لأجل عامين إلى أدنى مستوياتها منذ أكتوبر، وتراجع مؤشر الدولار.

 

مزاج سلبي يسود الأسواق بسبب ترمب

يتحول المزاج العام في الأسواق إلى السلبية مع تزايد قلق المستثمرين من تباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي،
لا سيما بعد أن بدأ الرئيس دونالد ترمب حربًا تجارية،
واستمر في تقليص الإنفاق الحكومي، مع إعادة تشكيل علاقات جيوسياسية امتدت لعقود.
هذا التحول في المعنويات يُعتبر مفاجئًا،
خاصة بعد أن استُقبلت رئاسة ترمب في البداية بترحيب من “وول ستريت”،
مما دفع الأسهم و”بتكوين” والدولار إلى الارتفاع.

قالت جينا بولفين، رئيسة مجموعة “بولفين” لإدارة الثروات:
“انتقلنا من التفاؤل إلى التساؤل عن احتمالية حدوث ركود.
وأضافت: “الأسواق الآن تتأثر بالعناوين الرئيسية وقد تتغير بين لحظة وأخرى.
تمسكوا بمراكزكم، واستعدوا لمزيد من التقلبات.
أخيرًا، حصلنا على التصحيح الذي كنا ننتظره، وسيُكافأ المستثمرون ذوو النظرة طويلة الأجل لاحقًا.”

قام استراتيجيون في “سيتي غروب” بتخفيض تصنيف الأسهم الأمريكية من مرتفع إلى محايد،
بينما رفعوا تصنيف الأسهم الصينية إلى مرتفع،
مشيرين إلى أن السوق الأمريكية تمر حاليًا بفترة توقف بعد الأداء القوي الأخير.
في سياق متصل، قام “إتش إس بي سي” أيضًا برفع تصنيف الأسهم الأوروبية (باستثناء المملكة المتحدة)
من منخفض إلى مرتفع، متوقعين أن يكون التحفيز المالي في منطقة اليورو
“عاملًا محتملًا لتغيير قواعد اللعبة.”

 

 

 

 

 

انتعاشة في الصين رغم التراجع العالمي

وعلى الرغم من الحالة السلبية السائدة عالميًا،
واصل المستثمرون الصينيون في البر الرئيسي شراء كميات غير مسبوقة من أسهم هونغ كونغ يوم الإثنين،
مدفوعين بموجة ارتفاع تقودها شركات التكنولوجيا.
إذ شهدت الأسهم الصينية صعودًا ملحوظًا هذا العام،
بدعم من ظهور نموذج الذكاء الاصطناعي المتطور الذي أطلقته شركة “ديب سيك”،
والذي يُنظر إليه على أنه نقطة تحول في الصناعة.

أما في اليابان، فقد نما الناتج المحلي الإجمالي بمعدل سنوي قدره 2.2%
في الربع الأخير من العام الماضي مقارنة بالربع السابق،
وهو معدل أبطأ من التقديرات الأولية التي بلغت
2.8%،
مما قد يمنح بنك اليابان فرصة للحفاظ على سياسته النقدية دون تغيير خلال اجتماعه القادم.

 

وول ستريت في دوامة هبوط

في الولايات المتحدة، تراجع مؤشر إس أند بي 500 يوم الإثنين بنسبة 2.7%،
بينما فقد مؤشر
ناسداك 100 حوالي 3.8% من قيمته.
وتعرضت شركات التكنولوجيا الكبرى لضغوط شديدة،
حيث هبطت أسهم “تسلا” بنسبة
15%،
بينما دفعت “إنفيديا” مؤشرًا رئيسيًا لأسهم شركات الرقائق إلى أدنى مستوياته منذ أبريل.

 

رهانات على خفض الفائدة

تراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بمقدار 9 نقاط أساس ليصل إلى 4.21% يوم الإثنين،
وسط توقعات بأن تباطؤ الاقتصاد قد يجبر الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة.
في سياق متصل، تم تأجيل مبيعات السندات الأمريكية الخاصة بالشركات ذات التصنيف الائتماني العالي.

تشير الاضطرابات الأخيرة في “وول ستريت” إلى تحول مفاجئ في الأسواق،
حيث كان الاقتصاد الأمريكي يتمتع بمرونة لافتة خلال السنوات الأخيرة،
على الرغم من تباطؤ النمو في أماكن أخرى من العالم. هذا التحول يهزّ الأسس الاقتصادية التي استمرت لعقد من الزمن.

 

السلع تتأثر بالمخاوف الاقتصادية

في أسواق السلع، تراجعت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي،
متأثرةً بانخفاض أسواق الأسهم وزيادة المخاطر المرتبطة بتباطؤ الاقتصاد الأمريكي.
وتخشى الأسواق أن تؤدي الضرائب والإجراءات الأخرى إلى عرقلة النمو في أكبر اقتصاد في العالم.
في المقابل، استقرت أسعار الذهب وسط إقبال المستثمرين على الأصول الآمنة.

 

موجة بيع عالمية تضرب الأسواق وسط مخاوف الركود الأمريكي