تراجع تاريخي في مؤشرات الأسهم الأمريكية وسط تصاعد التوترات الاقتصادية

تراجع تاريخي في مؤشرات الأسهم الأمريكية وسط تصاعد التوترات الاقتصادية:
تعاني الأسواق المالية الأمريكية من اضطرابات كبيرة نتيجة تصاعد التوترات الاقتصادية والسياسية،
مما أدى إلى تسجيل تراجع تاريخي  في مؤشرات الأسهم هذا العام.
وجاء هذا الانخفاض مدفوعًا بقرارات جديدة تتعلق بالرسوم الجمركية، وتدهور بيانات الاقتصاد الكلي،
بالإضافة إلى التقلبات الحادة في قطاع التكنولوجيا.
ومع تنامي المخاوف بشأن الاستقرار المالي، يواجه المستثمرون تحديات كبيرة في التنبؤ بمسار الأسواق خلال الفترة المقبلة.


المحتوى
تاثيرالرسوم الجمركية
تراجع الاسهم
أداء الأسواق المالية الأمريكية
قلق المستثمرين
توقعات سلبية
تحولات نحو أسهم القيمة
تفوق الأسواق العالمية

 

 

 

تأثير الرسوم الجمركية على الأسواق المالية والعملات

أدى هذا الإعلان إلى ارتفاع عوائد السندات وانخفاض حاد في أسعار الأسهم،
حيث فقد مؤشر “
إس آند بي 500” نحو 2% بعد تصريح ترامب بأن المكسيك وكندا
لن تكونا قادرتين على التفاوض بشأن إعفاء من الرسوم الجمركية المقرر تطبيقها يوم الثلاثاء.
كما تأثرت العملات المرتبطة بهما، حيث انخفض كل من
الدولار الكندي والبيزو المكسيكي.

وفي وقت لاحق، أعلن البيت الأبيض أن ترامب وقع أمراً تنفيذياً يقضي بمضاعفة الرسوم الجمركية المفروضة على الصين إلى 20%.

 

الأسهم تتراجع وسط بيانات اقتصادية ضعيفة

تأثرت الأسواق الأمريكية سلباً بانخفاض أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، والتي واجهت ضغطاً إضافياً بسبب بيانات التصنيع الضعيفة.
كما فقدت المؤشرات مكاسبها المسجلة يوم الجمعة، مما دفع مؤشر “
إس آند بي 500” للتراجع 5% عن أعلى مستوى قياسي له في 19 فبراير.

وقد شهدت الأسواق تقلبات كبيرة، حيث تأرجح المؤشر بين المكاسب والخسائر بنسبة 1.5% على الأقل خلال ثلاث جلسات متتالية،
وهو أمر لم يحدث منذ مارس 2020.

جاءت بيانات يوم الاثنين ضمن سلسلة من التقارير الاقتصادية المخيبة للآمال،
والتي أظهرت ضعف قطاع الإسكان، وزيادة طلبات إعانات البطالة، وانخفاض الإنفاق الشخصي.

كما تأثرت العملات الرقمية، التي تعتبر مؤشراً رئيسياً للمخاطر في الأسواق،
إذ تراجعت بعد أن ارتفعت في اليوم السابق عندما جدد ترامب دعواته لإنشاء احتياطي من الأصول الرقمية.

قالت “كالي كوكس” من Ritholtz Wealth Management:
“الوقت الآن ليس للتشاؤم، لكنه بالتأكيد وقت القلق. لا يوجد دليل قاطع على أننا مقبلون على انهيار حاد،
ولكن الاقتصاد يتغير بسرعة، والعناوين الإخبارية لا تتوقف، ما يجعل المستثمرين في حالة من التردد.”

 

أداء الأسواق المالية الأمريكية

شهدت الأسواق المالية الأمريكية تراجعًا ملحوظًا وسط موجة من الضغوط الاقتصادية والتجارية،
حيث انخفض مؤشر
إس آند بي 500 بنسبة 1.8%، في حين سجل مؤشر ناسداك 100 هبوطًا بنسبة 2.2%، متأثرًا بخسائر قطاع التكنولوجيا.
كما تراجع مؤشر
داو جونز الصناعي بنسبة 1.5%، مما يعكس حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق.
وتكبدت كبرى شركات التكنولوجيا خسائر ملحوظة، حيث انخفض مؤشر
“العظماء السبعة”،
الذي يضم أسهم شركات
أبل، ألفابت، إنفيديا، أمازون، مايكروسوفت، ميتا، وتسلا، بنسبة 3.1%.
ولم تكن الشركات الصغيرة بمنأى عن هذه التراجعات، حيث فقد مؤشر
راسل 2000 نحو 2.8%،
ما يؤكد حالة القلق السائدة بين المستثمرين بشأن مستقبل الاقتصاد الأمريكي.

كذلك، سجلت سلة “يو بي إس” لأسهم الشركات الأمريكية المتضررة من الرسوم الجمركية انخفاضاً بنسبة 2.9%.

أما الأسواق الأوروبية، فقد كانت الصورة مختلفة، حيث سجلت إحدى أقوى موجات الصعود لهذا العام،
مما يعكس استمرار الاتجاه العالمي الذي هيمن على معظم عام 2025.

وصل مؤشر التقلبات في وول ستريت VIX، المعروف باسم “مؤشر الخوف”، إلى أعلى مستوى له منذ ديسمبر.

انخفضت جميع أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث تراجعت أسهم “إنفيديا” بنسبة 8.7%.
كما أعلنت شركة “
TSMC” أنها ستستثمر 100 مليار دولار إضافية في مصانع أمريكية لدعم تصنيع أشباه الموصلات،
تماشياً مع استراتيجية ترامب لتعزيز الإنتاج المحلي.

تراجعت أسعار النفط مع تأكيد تحالف “أوبك+” التزامه بخطط استئناف الإنتاج.
وكان ترامب قد طالب التحالف بالمساعدة في خفض الأسعار.
كما انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بمقدار 5 نقاط أساس إلى 4.16%.
في الوقت نفسه، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.4%، وهبطت
بتكوين بنسبة 9.5%.

 

 

 

 

قلق المستثمرين بشأن مستقبل الأسواق

قال “ديفيد كوستين” من جولدمان ساكس إن أي انتعاش محتمل لمؤشر “إس آند بي 500 سيكون مؤقتاً،
نظراً للمخاوف الاقتصادية المتزايدة.

وأضاف كوستين:
“تراجع تعرض المستثمرين للأسهم الأسبوع الماضي، لكنه لم يصل بعد إلى مستوى منخفض يكفي لاعتباره فرصة شراء تكتيكية.”

من جهته، صرح “فلوريان إيلبو” من Lombard Odier Investment Management بأن الأسواق تعبر عن قلق متزايد بشأن تباطؤ الاقتصاد الأمريكي،
مشدداً على أهمية تقرير الوظائف المرتقب يوم الجمعة، والذي قد يؤثر بشكل كبير على معنويات المستثمرين.

 

توقعات سلبية لأسواق الأسهم الأمريكية

لم يكن “سكوت روبنر” من جولدمان ساكس متفائلاً بشأن قدرة الأسهم الأمريكية على التعافي بشكل مستدام،
إذ يرى أن الطلب الاستثماري الحالي غير كافٍ لدعم موجة صعود جديدة.

وأشار إلى أنه رغم أن الأسواق تمر بمرحلة إعادة تمركز استثماري، فإنها “لم تصل بعد إلى نقطة تحول تدعو للتفاؤل.”

 

تحولات نحو أسهم القيمة

في ظل البيانات الاقتصادية الضعيفة واستمرار حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية،
يتوقع استراتيجيو
جي بي مورغان بقيادة “ميسلاف ماتيجكا” أن يستمر التناوب على أسهم التكنولوجيا الكبرى في الولايات المتحدة.

وذكر مايكل ويلسون، استراتيجي “مورغان ستانلي“، أن الأسهم الأمريكية ستظل أكثر حساسية للنمو الاقتصادي مقارنة بعوائد السندات.

أما استراتيجيو سيتي غروب ، فقد أشاروا إلى أن توقعات أرباح الشركات الأمريكية
لا تعكس بالكامل المخاطر المحتملة الناجمة عن الرسوم الجمركية المقترحة من قبل ترامب،
لكنهم أكدوا أن “التركيز على القطاعات والأسهم الفردية سيكون أكثر فائدة من التركيز على المؤشرات العامة.”

 

تفوق الأسواق العالمية على الأسهم الأمريكية في 2025

في بداية عام 2025، تفوقت الأسواق العالمية على الأسهم الأمريكية، وهو مؤشر تاريخي سلبي لأداء وول ستريت خلال بقية العام.

وفقاً لتحليل Bloomberg Intelligence، لم يسبق لمؤشر “إس آند بي 500” أن تفوق على الأسواق العالمية
بعد أن تخلف عنها بأكثر من 2.8 نقطة مئوية بحلول منتصف فبراير، كما حدث هذا العام.

ووصف محللا “بلومبرغ إنتليجنس”، جينا مارتن آدامز وجيليان وولف،
هذا الأداء بأنه “إشارة تحذيرية نادرة ضد تعافٍ كامل للأسواق، في ظل تدهور الأساسيات الاقتصادية.”

 

تراجع تاريخي في مؤشرات الأسهم الأمريكية وسط تصاعد التوترات الاقتصادية