الأسواق العالمية حذرة من تقلبات واشنطن في ملف الصين:
تشهد الأسواق العالمية فترة مضطربة من التذبذب والتقييمات المتغيرة،
مدفوعة بإشارات متناقضة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن التجارة والسياسة النقدية.
وفي ظل هذه المستجدات، تنوعت ردود فعل الأسهم العالمية، السلع، والعملات، بين موجات صعود حذرة وتراجعات ناتجة عن فقدان اليقين.
المحتوى
الأسهم الآسيوية
تحركات العملات
موقف الإدارة الأميركية
السوق الآسيوية
أسواق السلع
نتائج الشركات
حذر استثماري
الأسهم الآسيوية في نطاق ضيق وتحركات محدودة
تداولت الأسهم الآسيوية يوم الخميس ضمن نطاق محدود،
حيث تضاءلت الفجوة بين سعري العرض والطلب بعد موجة من الارتفاعات التي غذّاها ارتياح المستثمرين.
هذا التفاؤل لم يدم طويلاً، إذ بدأت بوادر التراجع في الزخم تظهر،
مع تشكك الأسواق في مصداقية التوجهات الجديدة للإدارة الأميركية،
خصوصاً بعد تصريحات وزير الخزانة سكوت بيسنت بشأن مفاوضات التجارة مع الصين.
تأرجح المؤشر الإقليمي للأسهم بين مكاسب وخسائر طفيفة، وارتفع مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 1.7%،
بعد أن قلّص مكاسب سابقة كانت قد وصلت إلى 3.4%. وعلى الصعيد العالمي، سُجّلت مكاسب في الأسهم وسندات الخزانة،
ترافقت مع تراجع في التقلبات بعد تلميحات من ترمب إلى مرونة محتملة في السياسات.
تحركات العملات والأصول الآمنة
في سوق العملات، ارتفع الين الياباني بعد يومين من التراجع،
بينما شهد الدولار الأميركي ضعفاً في التداولات الآسيوية قبل أن يعود للارتفاع مقابل معظم العملات الرئيسية.
أما على صعيد الأصول الآمنة، فقد ارتفع الذهب بنسبة 1.4% مع تزايد الطلب عليه كملاذ تقليدي في أوقات عدم اليقين
قبل أن يشهد بعض التراجع لاحقاً. في المقابل، صعدت العملة الرقمية “بتكوين“ في ظل تراجع الذهب.
موقف الإدارة الأميركية: تراجع تدريجي أم مناورة سياسية؟
رغم تلميحات ترمب إلى سعيه لعقد صفقة “عادلة” مع الصين،
وتقرير يشير إلى احتمال تخفيف الرسوم الجمركية على مدى خمس سنوات،
نفى بيسنت أن تكون هناك نية لإلغاء الرسوم من طرف واحد.
وقال بيسنت إن الإدارة تنظر في ملفات متعددة، تشمل الحواجز غير الجمركية والدعم الحكومي،
مشيراً إلى أن العلاقة مع بكين قائمة على مستوى القيادة العليا دون إطار زمني محدد.
كايل رودا من “كابيتال دوت كوم” اعتبر أن الإدارة الأميركية تتفاعل بوضوح مع أداء الأسواق،
مستشهداً بقرارات مثل تأجيل الرسوم 90 يوماً والتراجع عن التهديد بعزل رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
السندات الصينية والمحفزات الآسيوية
في آسيا، تخطط الصين لإصدار أول دفعة من السندات السيادية لعام 2025،
بقيمة 286 مليار يوان (نحو 39 مليار دولار)، في إطار حزمة تحفيزية تستهدف دعم الاقتصاد في مواجهة تداعيات النزاع التجاري.
أسواق السلع: النفط والذهب في دائرة الترقب
استقرت أسعار النفط على انخفاض، إذ يقيّم المستثمرون احتمال زيادة الإمدادات من تحالف “أوبك+” (OPEC+)،
في ظل استمرار الضبابية التجارية.
أما الذهب، فكما ذُكر، تأرجح بين الصعود والتراجع بحسب تحركات المستثمرين بين الأصول الآمنة والمخاطرة.
نتائج الشركات تعزز شهية المخاطرة
دخل موسم إعلان أرباح الشركات بقوة، حيث تجاوزت شركة “بوينغ” التوقعات،
بينما ارتفعت أسهم “تسلا” بعد تصريح من إيلون ماسك بتقليل ارتباطه الحكومي.
كما أعلنت “تكساس إنسترومنتس” عن توقعات متفائلة، وسجّلت “آي بي إم” أرباحاً فاقت التقديرات.
حذر استثماري رغم الشراء الفردي
ورغم المكاسب الأخيرة، لا يزال مؤشر “إس آند بي 500” دون مستوياته المسجلة في 2 أبريل،
عندما أعلن ترمب عن خططه الجمركية. وشهدت الأسواق منذ ذلك الحين موجات عنيفة من التقلبات.
وفي الوقت الذي أقبل فيه المستثمرون الأفراد على شراء الأسهم الأميركية وضخوا أكثر من 30 مليار دولار في السوق وصناديق المؤشرات،
لجأ مدراء الصناديق إلى سياسات التحوط، خصوصاً مع ارتفاع متطلبات شركات المقاصة لتغطية مراكز العقود الآجلة.
شركة “سي إم إي كليرينغ” (CME Clearing) رفعت متطلبات الهامش الأولي
لعقود “إي-ميني إس آند بي 500” الآجلة بنسبة تصل إلى 30% خلال أبريل،
منها قفزة يومية بـ12%، في أكبر زيادة منذ ما بعد جائحة كورونا، بحسب بيانات “بلومبرغ”.
الأسواق العالمية حذرة من تقلبات واشنطن في ملف الصين