النفط يستقر والذهب يتماسك وسط ترقب تحولات عالمية
بين استقرار أسعار النفط ومحاولات الذهب للتماسك، تتجه أنظار الأسواق نحو تحركات سياسية واقتصادية قد تعيد رسم خريطة التداول العالمي خلال الأيام المقبلة.
المحتوى
النفط
يهدأ بعد صعود وترقب لتحركات سياسية تعيد تشكيل المشهد
بعد موجة مكاسب استمرت ثلاثة أيام، دخلت أسعار النفط مرحلة من الاستقرار،
وسط تحوّل في مزاج الأسواق من التركيز على الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين إلى التطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
ارتفع خام غرب تكساس الوسيط فوق مستوى 61 دولارًا للبرميل، فيما بقي خام برنت قريبًا من حاجز 65 دولارًا،
مع تراجع في العقود الآجلة بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن تقدم محتمل في المحادثات النووية مع إيران.
هذه الإشارات فتحت الباب أمام احتمالات تخفيف القيود على صادرات النفط الإيراني، مما ضغط على الأسعار في الأسواق العالمية.
زيارة مرتقبة للخليج تحمل رسائل طاقوية
يبدأ الرئيس ترمب هذا الأسبوع أولى جولاته الخارجية في ولايته الثانية بزيارة إلى السعودية، وهي محطة مهمة كونها لاعبًا أساسيًا في تحالف “أوبك+”.
ويأتي ذلك في وقت يستعد فيه التحالف لاجتماع في يونيو قد يشهد تعزيزًا للإنتاج بهدف ضبط التزام الأعضاء، وهو ما أثّر سلبًا على الأسعار منذ بداية العام.
الأسواق لا تزال تتفاعل مع تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية التي أُعلنت في أبريل،
والتي أشعلت ردود فعل مضادة، خاصة من الصين، ما زاد المخاوف بشأن الطلب العالمي على الطاقة.
هل تعود التخمة؟ الأسواق تستعد لاحتمالات فائض في المعروض
رغم التوصل إلى هدنة تجارية مؤقتة بين واشنطن وبكين، تدوم 90 يومًا، فإن المخاوف بشأن تزايد الإمدادات لم تختفِ.
توقعات السوق تشير إلى أن أي قرار من “أوبك+” لزيادة الإنتاج قد يعيد سيناريو فائض المعروض، خاصة في ظل بطء تعافي الطلب العالمي.
الذهب
يحاول استعادة بريقه بعد خسائر حادة
توقف الهبوط الحاد في أسعار الذهب مؤقتًا، بعدما تراجع المعدن الأصفر بنحو 2.7% مطلع الأسبوع مع انحسار المخاوف من تصعيد تجاري بين واشنطن وبكين،
وتزايد شهية المستثمرين نحو الأصول الأعلى مخاطرة مثل الأسهم والعملات.
حُدّدت الأسعار الفورية للذهب قرب مستوى 3,237 دولارًا للأونصة، في وقت اتجه فيه المستثمرون لتقييم انعكاسات الاتفاق الجمركي المؤقت بين أكبر اقتصادين في العالم.
الدولار القوي يُربك حركة المعدن النفيس
من أبرز العوامل التي أثّرت على الذهب مؤخرًا، القوة المتجددة للدولار الأميركي،
والذي حقق أكبر قفزة له منذ انتخابات نوفمبر، إلى جانب ارتفاع عوائد السندات الأميركية،
ما زاد من الضغط على الذهب بوصفه أصلًا لا يدرّ عائدًا.
في سياق التوقعات، يتجه السوق إلى تسعير خفضين فقط في أسعار الفائدة الأميركية خلال 2025،
مع مراجعة تقديرات التضخم، وهي تطورات تقلل من جاذبية المعدن الأصفر في المدى القريب.
رغم الهدوء المستثمرون يتريّثون بانتظار الوضوح
رغم تسجيل الذهب لمكاسب سنوية تقارب 25%، لا تزال الأسواق حذرة بشأن استمرار الاتجاه الصاعد،
وسط شكوك حول مدى استمرارية الاتفاق التجاري الأخير، وغياب التفاصيل الدقيقة في الاتفاق المعلن.
وفي وقت لم تسجّل فيه أسعار الفضة والبلاتين والبلاديوم تغييرات كبيرة،
بقيت الأعين مفتوحة على أي تطور قد يعيد الذهب إلى قممه التاريخية المسجلة في الشهر الماضي.
النفط يستقر والذهب يتماسك وسط ترقب تحولات عالمية