أسهم التكنولوجيا تدفع وول ستريت للانتعاش بنهاية الأسبوع:
شهدت مؤشرات وول ستريت انتعاشاً ملحوظاً بفضل صعود أسعار عدد من أسهم التكنولوجيا الكبرى،
بعد موجة من التراجعات التي غذتها توقعات سلبية من كبرى الشركات في قطاعات متنوعة.
المحتوى
تعافي إس آند بي 500
مخاوف تضغط على الأسهم الأميركية
تقلبات مستمرة في وول ستريت
تحركات صناديق التداول المنهجية
المخاطر التجارية في عهد ترمب
تعافي “إس آند بي 500” وتقلبات حادة
قبل إغلاق السوق بخمس دقائق، تمكن مؤشر “إس آند بي 500”
من التعافي بعد أن كان قد خسر أكثر من 1% في وقت سابق من الجلسة.
وشهدت السوق تقلبات حادة بفعل انتهاء صلاحية كمية كبيرة من عقود الخيارات،
مما ساهم في ارتفاع أحجام التداول.
وكان سهم “تسلا” من بين أبرز الداعمين لصعود الأسهم الكبرى،
بينما قفز سهم “بوينغ” عقب فوزها بعقد لتطوير طائرة مقاتلة أميركية جديدة.
في المقابل، شكلت التوقعات المخيبة للآمال
لكل من “نايكي” و”فيدكس” و”ميكرون تكنولوجي” و”لينار كورب” ضغطاً على السوق.
كما شهدت وول ستريت حالة من التذبذب بسبب انتهاء صلاحية عقود مشتقات
وأسهم ومؤشرات وصناديق استثمارية تُقدر قيمتها بنحو 4.5 تريليون دولار.
مخاوف تضغط على الأسهم الأميركية
وتراجعت القيمة السوقية للأسهم الأميركية بمقدار تريليونات الدولارات خلال الشهر الماضي،
وسط مخاوف من تباطؤ اقتصادي وارتفاع التعريفات الجمركية وتصاعد التوترات الجيوسياسية،
إلى جانب القلق المستمر من التقييمات المرتفعة لأسهم التكنولوجيا،
ما زاد من حالة الحذر لدى المتداولين.
وعلى الرغم من دخول مؤشر “إس آند بي 500” في تصحيح بنسبة 10% الأسبوع الماضي،
إلا أن محاولات السوق للارتداد باءت بالفشل،
مما أثر سلباً على الاستراتيجية التقليدية الشهيرة “الشراء عند الانخفاضات”.
تقلبات مستمرة في “وول ستريت”
تشير التوقعات إلى استمرار هذه التقلبات حتى النصف الثاني من عام 2025،
في ظل بقاء الأسهم دون المستويات القياسية التي سجلتها في الشهر الماضي،
بحسب مايكل ويلسون من “مورغان ستانلي“.
وقال ويلسون في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ هذا الأسبوع:
“نتوقع استمرار هذا الانتعاش، لكننا لا نرجح تسجيل مستويات تاريخية جديدة في النصف الأول من العام”.
عند الإغلاق، لم يشهد مؤشرا “إس آند بي 500“ و”داو جونز الصناعي” تغيرات ملحوظة،
فيما ارتفع “ناسداك 100“ بنسبة 0.4%.
كما صعد عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات نقطة أساس واحدة
ليصل إلى 4.25%، وارتفع الدولار بنسبة 0.3%.
تحركات صناديق التداول المنهجية
قامت الصناديق التي تعتمد استراتيجيات تتبع الاتجاهات
ببيع الأسهم الأميركية على المكشوف لأول مرة منذ أكثر من عام،
حيث قلص مستشارو تداول السلع تعرضهم لمؤشر “إس آند بي 500”
إلى أدنى مستوياته منذ عام 2023،
وفقاً لبيانات من مكتب التداول التابع لـ “غولدمان ساكس“.
في المقابل، ضخ المستثمرون الأفراد أكثر من 12 مليار دولار
في سوق الأسهم الأميركية خلال الأسبوع المنتهي في 19 مارس،
وفقاً لبيانات بنك “جيه بي مورغان“.
ويراقب المحللون عن كثب سلوك صغار المستثمرين،
نظراً لأنهم عادة ما يكونون من آخر من يخفف استثماراته في الأسهم،
وهو ما قد يشير إلى أن السوق لم تبلغ القاع بعد رغم موجة الشراء القوية الأخيرة.
المخاطر التجارية في عهد ترمب
أوضح مايكل هارتنت من “بنك أوف أميركا” أن المستثمرين
لا يأخذون في الحسبان المخاطر المحتملة لحرب تجارية شاملة،
رغم التدفقات القوية لرؤوس الأموال إلى أسواق الأسهم العالمية.
ورغم تصاعد المخاوف من التعريفات الجمركية،
يرى المستثمرون أن فرص الركود تبقى محدودة،
خاصة في ظل الأداء الإيجابي للمؤشرات في أسواق مثل ألمانيا والصين منذ انتخاب دونالد ترمب، بحسب بيانات الأسواق.
وقال محللو شركة “22V ريسيرش”، بقيادة دينيس ديبوشير:
“عاد مؤشر التقلبات (VIX) وفروقات الأسعار إلى مستويات تتماشى مع اقتصاد لا يشهد ركوداً حقيقياً،
لكنه يعاني من ارتفاع مستوى الضبابية، مما يعزز المؤشرات الفنية داخل سوق الأسهم”.
وأضافوا: “هذا يدعم رؤيتنا بأن الاقتصاد الأميركي ليس في طريقه إلى ركود وشيك”.
وفي حين ينتظر السوق ردود الأفعال على التعريفات الانتقامية المتوقعة في الثاني من أبريل،
يشير كيم والاس من “22V” إلى أن المخاطر المرتبطة بالسياسات التجارية أقل حدة حالياً مقارنة بنهاية العام الماضي،
متوقعاً أن تكون الأرقام النهائية للتعريفات أقل من المتوقع.
وذكرت “22V” في تقريرها: “ستظل حالة عدم اليقين مرتفعة مع استمرار المفاوضات،
وهو أمر سلبي من زاوية الاستقرار، لكنه قد يكون إيجابياً في ظل تراجع حدة التوتر مقارنة بالأحداث الأخيرة”.
أسهم التكنولوجيا تدفع وول ستريت للانتعاش بنهاية الأسبوع