اجتماع مرتقب لأوبك غدًا.. فهل تزيد الإنتاج مرة أخرى؟

اجتماع مرتقب لأوبك

اجتماع مرتقب لأوبك غدًا.. فهل تزيد الإنتاج مرة أخرى؟

اجتماع مرتقب لأوبك : شهد أخر أسبوع تداولات محدودة وضيقة،
كما أغلقت بعض البورصات أبوابها أمام التداول بسبب أعياد الكريسماس وعطلات عيد الميلاد.

ولكن ينتظرنا هذا الأسبوع العديد من الأحداث الهامة، خاصة وأنه أول أسبوع تداول في 2021،
وسترى إيفست – Evest إن كانت حالة التفاؤل ستعود مرة أخرى إلى الأسواق، أم سنكمل ما تم بدأه في العام الماضي. 

اجتماع لأوبك غدًا 

من المفترض أن تجتمع منظمة أوبك +، أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها، غدًا الأثنين،
وذلك لاتخاذ قرار بشأن حجم النفط الذي سيتم إنتاجه خلال فبراير القادم. 

يأتي ذلك بعد أن اجتمعت المنظمة في نهاية نوفمبر وبداية ديسمبر،
حيث قررت وقتها إضافة 500 ألف برميل يوميًا لمستويات الإنتاج الحالية خلال الشهر الجاري.

وكان من المفترض أن تتم زيادة الإنتاج بواقع 2 مليون برميل يوميًا بحسب الخطة السابقة.

ولكن مراعاة لظروف سوق النفط الذي يعاني، قرر الأعضاء الحد من هذه الزيادة بموجب الربع فقط. 

واتفق أعضاء المنظمة على الاجتماع شهريًا للاتفاق حول مستويات الإنتاج في الشهر القادم،
حيث من الممكن أن تقوم برفع الإنتاج، خفضه، أو البقاء على المستويات الحالية، تبعًا لظروف السوق. 

 

ولكن ماذا سيكون القرار؟

بالنسبة للمشاركون في السوق، فإنهم يفضلون بالتأكيد أن يبقى الوضع على ما هو عليه،
ولديهم تخوفات من زيادة الإنتاج مرة أخرى، حيث أن هذا قد يؤثر على السوق بشكل سلبي.

ومن جانب الأعضاء، مازال هناك خلافات حول هذا الأمر بين الدول المشاركة في المنظمة،
حيث يتوق بعضهم لعودة الإنتاج إلى المستويات السابقة مرة أخرى،
ويرى البعض الأخر أن الظروف الحالية تحتم عليهم الاستمرار في دعم الأسعار. 

استثمرت كل من الإمارات العربية المتحدة وروسيا في زيادة طاقتهما الإنتاجية خلال الفترة الماضية،
وهو ما يعني أنهما يرغبان، ولو بشكل غير مباشر، في رفع الإنتاج مجددًا. 

وكان ألكسندر نوفاك، رئيس الوزراء الروسي قد قال في وقت سابق،
أنه مرتاح لتواجد النفط بين المستويين 45 و55 دولار،
وهو ما يعني بشكل غير مباشر أنه يرغب في زيادة المستويات الحالية من الإنتاج على الأقل بنصف مليون برميل أخرى من النفط خلال فبراير. 

الإمارات

أما الإمارات، فيبدو أنها الأشرس في هذا الأمر، حيث بينت ذعرها وضيقها من خفض الإنتاج خلال الفترة القادمة.

لم يترك وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، أي حدث إلا وأظهر استيائه من عمليات الخفض التي تتم. 

هناك أيضًا تحدي أخر داخل المنظمة. فدول مثل نيجيريا والعراق تعاني من ظروف داخلية صعبة.

وأشارا في وقت سابق إلى أن هذه الظروف لم تحظى بالاهتمام الكافي داخل المنظمة،
ولم يتم مراعاة ظروفهما، حيث فشلا في تعويض فائض الإنتاج خلال العام.

ليبيا

أما ليبيا، والتي تشهد إعفاء من الاقتطاعات في مستويات إنتاجها بسبب ظروفها الداخلية،
فقد رفعت من قدرتها الإنتاجية من أقل من 100 ألف برميل يوميًا خلال أغسطس إلى أكثر من 2 مليون برميل يوميًا في نهاية العام،
وذلك بعد عودة حقل الشرارة إلى مستوياته الإنتاجية ما قبل الإغلاق. 

لذا، إن كان بإمكاننا أن نتوقع شئ لاجتماع غدًا، فإننا في إيفست – Evest،
نتوقع أن يحافظ وزراء أوبك + على مستويات الإنتاج الحالية على الأقل خلال فبراير،
وذلك لجس نبض السوق بعد رفع الإنتاج بواقع 500 مليون برميل يوميًا، وسط تزايد حالة الإصابات بالوباء،
وظهور سلالة جديدة من الفيروس، مما قد يعيق مسيرة النفط. 

وفي حالة إثبات أن الزيادة لم تؤثر على السوق، أو أن السوق أدى بشكل إيجابي خلال الفترة القادمة،
فقد يكون قرار الاجتماع بعد القادم هو رفع الإنتاج تدريجيًا مرة أخرى.

ولكن كل شئ مرهون بالإجماع على قرار واحد داخل المنظمة، والتي تشهد خلافات كبيرة بين بعض الأعضاء. 

 

عام للنسيان بالنسبة للنفط

على الرغم من تحسن الأوضاع بنسبة ضئيلة خلال نوفمبر وديسمبر،
إلا أن جميع المشاركين في هذا السوق سيودوا ولو أن 2020 لم يحمل كل هذه الأعباء على الصناعة. 

توقفت الاقتصادات العالمية تحديدًا منذ بداية مارس، حيث أطاحت أزمة فيروس كورونا كوفيد – 19 بالسوق،
وهددت كل محاولات التعافي الاقتصادي، حتى أن مؤشر غرب تكساس الأمريكي الوسيط كان سالبًا لفترة خلال أبريل.

بحسب وكالة الطاقة الدولية، فإن الطلب على النفط قد تراجع في 2020 بواقع 8.8 مليون برميل يوميًا مقارنة بالعام 2019،
كما أن التوقعات تشير إلى تراجع جديد قدره 3.1 مليون برميل خلال 2021. 

لم يكن النفط كسلعة تعاني وحدها، بل واجه العديد من المشاركين في هذا السوق معانات كبرى.

تم شطب سهم إيكسون موبيل من مؤشر داو جونز،
أفلست الكثير من الشركات التي تعمل في إنتاج النفط الصخري، والتي كانت أشهرهم Chesapeake. 

 

تحديات جديدة في السوق

هناك رئيس جديد في الولايات المتحدة الأمريكية. ماذا يعني هذا؟ أن سياسته الداخلية والخارجية قد تؤثر على النفط. 

كان الرئيس الفائز بالانتخابات الأخيرة، جو بايدن، قال في الكثير من خطاباته ضمن حملته الانتخابية أنه لا يدعم النفط الأحفوري،
وهو الأمر الذي لا يدعم النفط. 

هذا وكما أن سياسته الخارجية قد تتغير عن سياسة ترامب. نتحدث هنا عن إيران وفنزويلا. 

كان ترامب قد وقع عليهما عقوبات كبيرة، ووعدت إدارة بايدن في مراجعة هذه الأمور،
فقد تحيي الاتفاق النووي مع طهران، وهو الأمر الذي سيضغط على الأسعار مرة أخرى. 

ومن جانب أخر، وعلى الرغم من بدء عمليات التطعيم بلقاحات مضادة لكوفيد – 19 خلال العام الماضي،
إلا أن هذا الأمر يحتاج إلى كثير من الوقت لإثبات فعالية في مواجهة الفيروس ورفع القيود وعودة الحياة الطبيعية لما كانت عليه في 2019،
حيث أن هذا هو المؤثر الأكبر على تدني الأسعار خلال العام الماضي. 

سيكون 2021 مليئًا بالمفاجأت على كافة الأصعدة، ولكن نتمنى أن تكون هذه المفاجأت سارة للمشاركين في سوق النفط،
خاصة بعد أن عانوا كثيرًا من تراجع يزيد عن 20% خلال العام الماضي.