التكنولوجيا تقود الأسواق وسط ترقب عالمي لقرارات الفائدة

Tech Leads Markets Amid Global Rate Decision Anticipation

التكنولوجيا تقود الأسواق وسط ترقب عالمي لقرارات الفائدة: تعيش الأسواق المالية حالة من الترقب الحذر
مع اقتراب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل،
وسط أداء استثنائي لأسهم التكنولوجيا الأميركية وتراجع في أسواق السندات العالمية.
يأتي هذا في وقت تواصل فيه المؤشرات الاقتصادية الأميركية والعالمية
تقديم إشارات متباينة حول اتجاه الاقتصاد والسياسات النقدية.

 

المحتوى

أسهم التكنولوجيا

الاحتياطي الفيدرالي

التكنولوجيا تُحلّق منفردة

تراجع السندات

الدولار الأميركي

تراجع الأسهم الآسيوية

اسعار النفط

خاتمة

 

 

 

 

أسهم التكنولوجيا تواصل تحقيق أرقام قياسية

واصلت أسهم التكنولوجيا الأميركية الكبرى تحقيق مكاسبها القياسية،
في حين شهدت سندات الخزانة تراجعاً مع استعداد وول ستريت
لتباطؤ وتيرة تخفيضات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي قبيل اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل.

سجل مؤشر “ناسداك 100” ارتفاعاً للأسبوع الرابع على التوالي،
مدعوماً بالأداء القوي لشركات تكنولوجيا الرقائق،
حيث تصدر سهم “برودكوم” (Broadcom) المشهد يوم الجمعة.
وارتفع المؤشر، المعروف بتركيزه على أسهم التكنولوجيا،
بنسبة 0.8% ليصل إلى مستوى قياسي جديد للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام.
في المقابل، عانت المؤشرات الأميركية الأخرى،
حيث تراجع مؤشر “إس آند بي 500” (S&P 500) بنسبة 0.6% خلال الأسبوع،
بينما انخفض مؤشر “داو جونز الصناعي” بنسبة 1.8%.

حقق سهم “برودكوم” قفزة بنسبة 24% ليصل إلى مستوى قياسي،
مدعوماً بتوقعات الشركة بزيادة كبيرة في الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي التي تنتجها،
مما ساهم في رفع قيمتها السوقية إلى تريليون دولار.
كما سجلت أسهم شركات أخرى مثل “مارفل تكنولوجي”، “ميكرون تكنولوجي”، و”إنفيديا كورب” مكاسب ملحوظة.

 

الاحتياطي الفيدرالي وخفض الفائدة المرتقب

من المتوقع أن يدعم خفض أسعار الفائدة المنتظر من قبل الاحتياطي الفيدرالي السوق الصاعدة،
مع استمرار هيمنة قطاع التكنولوجيا على المكاسب.
سجل مؤشر “إس آند بي 500” ارتفاعاً بنسبة 27% منذ بداية العام،
ويتوقع المحللون أن يستمر أداؤه المميز مقارنة بالمؤشرات الأوروبية حتى عام 2025.
ومع ذلك، أثار الأداء المتواضع للأسهم الأخرى مخاوف المستثمرين بشأن التفاوت بين قطاع التكنولوجيا وبقية السوق.

 

التكنولوجيا تُحلّق منفردة

قال توم إيساي، مؤسس تقرير “ذا سيفنز ربورت” (The Sevens Report):
“لا يزال قطاع التكنولوجيا يؤكد هيمنته على السوق مدعوماً بزخم الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية”.
لكن الأداء القوي لأسهم التكنولوجيا طغى على بقية السوق،
حيث أظهرت بيانات “بيسبوك إنفستمنت غروب” (Bespoke Investment Group)
أن عدد الأسهم الصاعدة في مؤشر “إس آند بي 500
لم يتفوق على الأسهم الهابطة خلال جلسات ديسمبر حتى الآن، و
هو أمر غير مسبوق منذ أكثر من 20 عاماً.

 

تراجع السندات: خفض “متشدد” للفائدة؟

واصلت سندات الخزانة الأميركية تراجعها، مع تسجيل عائدات السندات لأجل 10 سنوات ارتفاعاً إلى 4.40%.
أشار إيان لينجن من “بي إم أو” (BMO) إلى أن السوق تستعد لتحرك جديد من جانب الاحتياطي الفيدرالي،
يتوقع أن يُوصف بأنه خفض “متشدد” للفائدة.
بعد بيانات متناقضة هذا الأسبوع، قلّص المستثمرون توقعاتهم بشأن تخفيف السياسة النقدية،
مما يعكس حالة عدم اليقين حول قرارات البنك المركزي.

 

 

 

الدولار الأميركي يتفوق في سوق العملات

في أسواق العملات، استقر الدولار أمام سلة من العملات الرئيسية،
لكنه يتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي.
توقع تيموثي غراف من “ستيت ستريت غلوبال ماركتس” استمرار صعود الدولار،
مشيراً إلى أن دورة التيسير النقدي الأميركية قد تكون أقصر مقارنة بالدول الأوروبية.
في الوقت نفسه، شهد الجنيه الإسترليني تراجعاً بسبب استمرار انكماش الاقتصاد البريطاني،
بينما ارتفع اليورو إثر إشارات أقل ميلاً للتيسير من البنك المركزي الأوروبي.

 

تراجع الأسهم الآسيوية واستمرار الغموض في الصين

وقت سابق، شهدت مؤشرات الأسهم الآسيوية تراجعاً،
حيث تعهد اجتماع اقتصادي رئيسي في الصين بتحفيز الاستهلاك،
لكنه لم يقدم تفاصيل واضحة بشأن خطط التحفيز المالي.
ومن المتوقع أن يسجل مؤشر الأسهم العالمية أسوأ أداء أسبوعي له منذ ما يقرب من شهر.

علّقت بياتا مانثي، رئيسة استراتيجية الأسهم الأوروبية في “سيتي غروب“،
على الإعلانات الصادرة من الصين قائلة: “كان تدفق الأخبار مخيباً للآمال”،
وأضافت: “الأسواق تبحث عن أرقام دقيقة، لكننا لم نحصل عليها”.

رغم ذلك، انخفضت عائدات السندات الحكومية الصينية لأجل 10 سنوات إلى أقل من 1.8% لأول مرة في التاريخ،
في ظل تعهد السلطات بتخفيض أسعار الفائدة ونسب الاحتياطي الإلزامي للبنوك.
وأشار محللون في “بنك أوف أميركا” إلى أن المستثمرين قاموا بضخ 5.6 مليار دولار
في صناديق الأسهم الصينية خلال الأسبوع الماضي،
مرجعين هذه التدفقات إلى تعهدات السلطات بتيسير السياسة النقدية

 

أسعار النفط تعاود الارتفاع

في سوق الطاقة، ارتفعت أسعار النفط لتتجاوز 71 دولاراً للبرميل.
حقق خام غرب تكساس الوسيط مكاسب بلغت 6% هذا الأسبوع،
مدعوماً بتوقعات فرض عقوبات أميركية أشد على إيران وروسيا، مما يعزز الضغوط على الإمدادات العالمية.

 

خاتمة

تشهد الأسواق المالية تحركات ديناميكية بين أسهم التكنولوجيا، السندات، والعملات،
مع انتظار قرارات الاحتياطي الفيدرالي التي قد تُشكل المسار العام للأسواق في الفترة المقبلة.
يظل التركيز على تأثير السياسات النقدية على أداء القطاعات المختلفة
واستجابة الأسواق العالمية للتحديات الاقتصادية المتزايدة.

 

 

التكنولوجيا تقود الأسواق وسط ترقب عالمي لقرارات الفائدة