هل حان الوقت للاستثمار في أسهم الشركات الصغيرة؟
مع انخفاض التضخم وتوقعات بتخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في اجتماعه المقبل خلال شهر سبتمبر،
يبدو أن الرياح المعاكسة التي أثرت على أداء أسهم الشركات الصغيرة على مدار السنوات الماضية على وشك التلاشي.
هذه الشركات قد تجد في هذه الظروف فرصة للنمو والازدهار بعد فترة طويلة من الصعوبات.
لكن يبقى السؤال: هل الوقت مناسب للاستثمار في أسهم هذه الشركات؟
تُظهر الشركات الصغيرة عادةً درجة أعلى من الحساسية تجاه التغيرات في أسعار الفائدة والظروف الاقتصادية مقارنة بالشركات الكبيرة.
يعود ذلك إلى اعتمادها الكبير على التمويل المصرفي، مما يجعلها أكثر تأثراً بالتقلبات الاقتصادية.
إلى جانب ذلك، يتركز نشاطها غالبًا على الأسواق المحلية، مما يزيد من تأثيرها في حال تراجع الإنفاق الاستهلاكي أو ارتفاع التضخم.
المحتوى
أداء الشركات الصغيرة مقارنة بالشركات الكبيرة
الفرص والمخاطر في الاستثمار في الشركات الصغيرة
أداء الشركات الصغيرة مقارنة بالشركات الكبيرة
على مدى العقد الماضي، هيمنت الشركات الكبرى مثل “العظماء السبعة” (أمازون، آبل، تسلا، مايكروسوفت، وغيرها) على الأسواق،
بفضل الابتكار المستمر وأدائها المالي القوي، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.
بالمقابل، تراجع أداء أسهم الشركات الصغيرة، التي لم تستطع منافسة هذه الشركات الكبيرة في جذب انتباه المستثمرين.
منذ أغسطس 2014 وحتى أغسطس 2024، حقق مؤشر “راسل 2000” الذي يتتبع أداء الشركات الصغيرة عائدًا سنويًا قدره 8.91%،
بينما حقق مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” للشركات الكبيرة عائدًا قدره 15%.
هذا التباين في الأداء يُظهر الهيمنة الكبيرة للشركات الكبرى في السوق، ولكن مؤخرًا، بدأت الشركات الصغيرة في العودة،
حيث حقق مؤشر “راسل 2000” ارتفاعًا بنسبة 10.4% منذ بداية 2024 وحتى نهاية أغسطس.
الفرص والمخاطر في الاستثمار في الشركات الصغيرة
بحسب تقرير من صحيفة “وول ستريت جورنال”، تشير التوقعات إلى أن أسهم الشركات الصغيرة تُباع حاليًا بتقييمات منخفضة تاريخيًا مقارنة ببقية فئات الأسهم.
يعزو بعض الخبراء هذا الانخفاض إلى التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، ما دفع المستثمرين للتركيز على الشركات الكبيرة.
ومع ذلك، يعرب المحللون عن تفاؤلهم بإمكانية تفوق الشركات الصغيرة على الشركات الكبرى في الأشهر المقبلة،
مدفوعة بتوقعات انخفاض أسعار الفائدة واستقرار الاقتصاد الأميركي.
لكن رغم الفرص الواعدة، لا يخلو الاستثمار في الشركات الصغيرة من المخاطر.
فهي غالبًا ما تكون أكثر تقلبًا وأقل سيولة مقارنة بالشركات الكبيرة، مما يجعلها عرضة للتغيرات المفاجئة في السوق.
هذا ما يدفع المستشارين الماليين إلى نصح المستثمرين باتباع استراتيجيات استثمارية طويلة الأجل مع التركيز على صناديق المؤشرات المتداولة،
التي توفر تعرضًا متوازنًا لهذه الفئة من الأسهم.
التوقعات المستقبلية
تشير بعض التقديرات إلى أن الأسهم المدرجة في مؤشر “S&P SmallCap 600” قد تحقق نموًا بنسبة 22.1% في الأرباح بحلول عام 2025،
مقارنة بـ 14.8% فقط للشركات الكبيرة المدرجة في مؤشر “S&P 500”. بالإضافة إلى ذلك، بدأت صناديق الاستثمار المتداولة في جذب اهتمام المستثمرين،
حيث تم ضخ 25.1 مليار دولار في صناديق الأسهم الصغيرة خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024، بزيادة كبيرة عن العام السابق.
لكن المستثمرين بحاجة إلى توخي الحذر، إذ أن تقلبات السوق وتغير الاتجاهات الاقتصادية قد تؤثر بشكل كبير على أداء الشركات الصغيرة.
على الرغم من احتمالية انخفاض الفائدة، قد تواجه هذه الشركات تحديات مستمرة، خاصة إذا بدأ الاقتصاد الأميركي في تسعير الركود الاقتصادي بدلاً من النمو.
الخلاصة
الاستثمار في أسهم الشركات الصغيرة قد يكون فرصة سانحة لتحقيق مكاسب كبيرة على المدى الطويل، خاصة مع توقعات تخفيض أسعار الفائدة وتحسن الأوضاع الاقتصادية.
لكن، يبقى هذا الاستثمار مصحوبًا بمخاطر عالية، خاصة مع تقلب السوق وصعوبة التنبؤ بمسار الاقتصاد الأميركي.
من الضروري أن يأخذ المستثمرون في الاعتبار الظروف الاقتصادية الحالية واستراتيجياتهم الاستثمارية قبل اتخاذ أي قرارات.
بالنهاية، يُعتبر الاستثمار في أسهم الشركات الصغيرة فرصة جيدة، لكنه يتطلب استراتيجية طويلة الأمد وصبرًا للتعامل مع التقلبات التي قد تشهدها الأسواق.
هل حان الوقت للاستثمار في أسهم الشركات الصغيرة؟