مؤشرات وول ستريت تصل إلى مستويات قياسية بدعم من تصريحات باول الإيجابية

Wall Street Hits Record Highs on Powell’s Positive Remarks

مؤشرات وول ستريت تصل إلى مستويات قياسية بدعم من تصريحات باول الإيجابية:
حققت مؤشرات الأسهم الأمريكية مستويات قياسية جديدة،
مدفوعة بتصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الذي أكد أن الاقتصاد الأمريكي يتمتع بقوة ملحوظة.
وعلى الجانب الآخر، شهد
اليورو تقلبات حادة عقب سقوط الحكومة الفرنسية إثر تصويت البرلمان على حجب الثقة.

المحتوى

أداء قوي لأسهم التكنولوجيا
ارتفاع النشاط الاقتصادي
بيئة سوق محفوفة بالمخاطر
سوق أكثر خطورة على المدى الطويل
سوق العمل تحت المجهر
استمرار تفوق الأسهم الأمريكية



أداء قوي لأسهم التكنولوجيا يدفع المؤشرات نحو قمم جديدة

ساهمت مكاسب كبيرة في أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة في دفع مؤشر “إس آند بي 500
نحو تحقيق إغلاقه القياسي رقم 56 لهذا العام، بينما ارتفع مؤشر “
ناسداك 100” بنسبة تجاوزت 1%.
كانت شركة “إنفيديا” القوة الدافعة الرئيسية لمؤشر “العظماء السبعة” الذي يضم (ميتا، أمازون، مايكروسوفت، تسلا، إنفيديا، ألفابت، وأبل
مع تحقيق المؤشر مكاسب قاربت 65% منذ بداية العام.
وفي الوقت ذاته، واصلت أسهم شركتي “
سيلز فورس” و”مارفل تكنولوجي” تحقيق مكاسب إضافية،
مما عزز التوقعات باستمرار استفادتهما من النمو السريع في مجال الذكاء الاصطناعي.

وأشار باول، خلال مشاركته في مؤتمر “نيويورك تايمز للصفقات”،
إلى أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يمكنهم التحلي بالحذر أثناء تعديل أسعار الفائدة نحو مستوى محايد،
وهو المستوى الذي لا يشجع النشاط الاقتصادي ولا يحد منه.

 

ارتفاع النشاط الاقتصادي

وصف كريشنا جوها من شركة “إيفركور” (Evercore) تصريحات جيروم باول بأنها تحمل “بعض التشدد”،
ولكنه أشار إلى أنها لا تزال تدعم ثقة الأسواق المتزايدة بأن خفض أسعار الفائدة المتوقع في ديسمبر سيظل السيناريو الأساسي،
وهو ما يتماشى مع رؤيتهم منذ البداية.

وأظهر تقرير “الكتاب البيج”، أحد المؤشرات الاقتصادية المفضلة لدى باول،
أن النشاط الاقتصادي شهد زيادة طفيفة في نوفمبر، مع ارتفاع تفاؤل الشركات بشأن الطلب المستقبلي.

على صعيد المؤشرات، ارتفع مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 0.6%، فيما صعد مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 1.2%.
كما أضاف مؤشر “
داو جونز” الصناعي مكاسب بنسبة 0.7%.

في سوق السندات، تراجعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بمقدار 4 نقاط أساس لتصل إلى 4.18%.
أما في أوروبا، فقد احتفظت العقود الآجلة للسندات الفرنسية بمكاسبها السابقة،
وذلك عقب انضمام مارين لوبان، زعيمة أقصى اليمين، إلى تحالف يساري للإطاحة بالحكومة،
مما أضاف مزيداً من التوتر السياسي الذي يثقل كاهل الأصول الفرنسية منذ أشهر.

 

بيئة سوق محفوفة بالمخاطر

يرى ستيف سوسنيك من شركة “إنتراكتيف بروكرز” أن الأسواق المالية تواجه حالياً بيئة مليئة بالمخاطر،
رغم أن بعض المستثمرين بدأوا في اتخاذ تدابير وقائية،
مثل شراء التحوط ضد احتمال تصحيح بنسبة 10% في مؤشر “
إس آند بي 500“،
على الرغم من أن الأسواق لم تشهد مثل هذا التصحيح منذ عدة أشهر.
وأشار سوسنيك إلى أن “تكلفة التحوط” ضد تصحيح بنسبة 10% بلغت أعلى مستوياتها منذ ثلاث سنوات.

من جانبه، يؤكد جورج سميث من شركة “إل بي إل فاينانشال” (LPL Financial) أن الزخم الحالي للأسهم قد يستمر،
حيث يعتبر شهر ديسمبر عادةً فترة إيجابية للأسواق. وتشير البيانات التاريخية منذ عام 1950 إلى أن 74% من الوقت،
يقدم ديسمبر أفضل عائدات شهرية.
ومع ذلك، حذر سميث من احتمال حدوث ضعف على المدى القريب نتيجة تصاعد التهديدات الجيوسياسية،
بالإضافة إلى إمكانية أن تكون دورة خفض أسعار الفائدة أبطأ وأقل عمقاً مما تأمل الأسواق.

أما فريق تحليل السوق في بنك “جيه بي مورغان تشيس” بقيادة أندرو تايلر، فقد أعرب عن تفاؤله التكتيكي حتى نهاية العام،
مشيراً إلى العوامل الإيجابية مثل البيئة الاقتصادية العامة، نمو الأرباح، واستمرار دعم الاحتياطي الفيدرالي للأسواق.
وأضاف الفريق: “نعتقد أن زخم السوق الحالي يمكن استغلاله مع احتمالات محدودة لتراجع كبير حتى منتصف يناير”.

في المقابل، أبدى بعض المحللين الفنيين والاستراتيجيين الذين يراقبون معنويات المستثمرين
قلقهم من أن التذبذبات الأخيرة قد تكون علامة على حالة سوق محمومة.
ويظل مؤشر “
بنك أوف أميركا“، الذي يقيس متوسط توصيات الاستراتيجيين، في منطقة محايدة،
لكنه يقترب أكثر من توصية “بيع” بدلاً من “شراء”، وهي مستويات لم تُر منذ أوائل عام 2022.

 

 

 

 

 

سوق أكثر خطورة على المدى الطويل

أشار دوغ رامزي من مجموعة “لوتهولد” (Leuthold) في مذكرة حديثة إلى أنه،

من الناحية الإحصائية وبشكل متناقض،
فإن المكاسب الكبيرة التي تحققت في عام 2024 جعلت السوق تبدو أكثر خطورة للمستثمرين على المدى الطويل،
لكنها قد تكون أكثر أمانًا للمضاربين على المدى القصير.

يظل مؤشر الاتجاه الرئيسي (MTI) لشركة “لوتهولد”، الذي يأخذ في الاعتبار مجموعة متنوعة من المؤشرات،
في حالة “محايد مرتفع”. ومع ذلك، أغلقت جميع المؤشرات الفرعية الأسبوع الماضي بقراءات صعودية مرتفعة.
تشير المراكز قصيرة الأجل، وملاحقة الارتفاعات، وتدفقات الشراء الآلي، إلى وضع يمكن وصفه بـ”السباحة مع التيار”.
لكن هذا لا يستبعد احتمال تغير الظروف مع بداية العام الجديد.

من جانبه، كتب كالوم توماس من “توب داون تشارتس” (Topdown Charts) في مذكرة أن “هذه البنية ليست مثالية؛
فقد تم إغراء المستثمرين والمضاربين على حد سواء للدخول في سوق ترتفع باستمرار”.

 

سوق العمل تحت المجهر

يرى كالي كوكس من شركة “ريثولتز لإدارة الثروات” (Ritholtz Wealth Management) أن المستثمرين
يضعون آمالاً كبيرة على ارتفاع أسعار السلع الأولية،
لكنه يدعو إلى التحلي ببعض الحذر، خاصة بعد الارتفاع اللافت الذي شهده شهر نوفمبر.
وأوضح كوكس أن “التحديات أصبحت أكثر تعقيداً،
حيث بات تحقيق النجاح يتطلب جهوداً أكبر في ظل اقتصاد يمر بحالة من التذبذب”.

وأضاف كوكس: “على الرغم من التحولات الكبيرة في التوقعات خلال الشهرين الماضيين،
إلا أننا لم نرَ حتى الآن زخماً مستداماً وواضحاً في البيانات الاقتصادية.
ولذلك، فإن التوقعات لها أهمية قصوى، مع استمرار تسليط الضوء على سوق العمل”.

من جانبه، أكد مارك هاكيت من شركة “نيشن وايد” (Nationwide)
أن مرونة المستهلك ستكون العامل الحاسم في استدامة ارتفاع السوق.
وأشار إلى أن صحة سوق العمل هي أحد أبرز المؤشرات التي يمكن الاعتماد عليها في التنبؤ بالإنفاق الاستهلاكي.

وأشار هاكيت إلى أن “الأسواق تتحرك حالياً بناءً على مزيج من العوامل الفنية والأساسية”،
موضحاً أن “الزخم الحالي يسبب إحباطاً كبيراً للمراهنين على تراجع السوق،
حيث يخلق حالة من النمو الذاتي، إذ تغذي عمليات الشراء المزيد من الشراء”.

وختم هاكيت بالقول: “رغم وجود تساؤلات حول استدامة هذا الزخم حتى عام 2025،
في ظل التقييمات المرتفعة والتوقعات الطموحة، إلا أن هذا الزخم من غير المرجح أن يفقد قوته على المدى القريب”.

 

استمرار تفوق الأسهم الأمريكية

لم تُظهر شهية المستثمرين تجاه الأسهم الأمريكية أي تراجع خلال هذا العام،
حيث سجل مؤشر “
إس آند بي 500” مستويات قياسية متعددة بارتفاع تجاوز 25%.
هذا الأداء القوي جاء مدعوماً بمكاسب أسهم شركات التكنولوجيا والتفضيل الكبير للأصول الأمريكية.
واستمر هذا الزخم بعد انتخاب دونالد ترمب، حيث أثار الآمال بإجراء تخفيضات ضريبية وإلغاء قيود تنظيمية.

وفي حين تواصل الأسهم الأمريكية تفوقها على نظيراتها العالمية،
يرى معهد “
بلاك روك للاستثمار” أن هذا الاتجاه قد يستمر.
ويعزو المعهد ذلك إلى استفادة الولايات المتحدة من “القوى العملاقة” التي تعزز أرباح الشركات،
مدعومة بتوقعات نمو إيجابية وإمكانية إجراء تخفيضات ضريبية جديدة وتخفيف القيود التنظيمية.

ومع ذلك، أشار المعهد إلى أن بعض مقاييس التقييم الحالية  تبدو قوية مقارنة بالماضي،
لكنها قد لا تقدم الصورة الكاملة. وأوضح أن مقارنة الأوضاع الحالية بالسابق أشبه بمقارنة “التفاح بالبرتقال”.
وأضاف أن التقييمات تلعب دوراً أكبر على المدى الطويل مقارنة بتأثيرها في المدى القصير.

من جانبها، ترى شركة “بي آي آي” (BII) أن الذكاء الاصطناعي سيشكل عاملاً رئيسياً
يدعم أداء الأسهم الأمريكية على نحو أكبر من نظيراتها العالمية، مثل الأسهم الأوروبية.
ولهذا السبب توصي الشركة بالتركيز على الاستثمار في الأسهم الأمريكية.

واختتمت الشركة مذكرتها بالقول: “على الرغم من وجود مخاطر حالياً، هناك أيضاً مرونة في السوق.
ومن بين المؤشرات التي قد تغير نظرتنا ارتفاع عائدات السندات طويلة الأجل أو تصعيد في السياسات الحمائية التجارية”.

 

مؤشرات وول ستريت تصل إلى مستويات قياسية بدعم من تصريحات باول الإيجابية