مؤشرات وول ستريت تتأرجح إثر بيانات اقتصادية أميركية مخيبة للآمال:
شهدت الأسهم الأميركية هبوطًا بعد صدور بيانات اقتصادية جاءت أضعف من المتوقع،
مما أثار المخاوف حول توقعات أرباح الشركات الأميركية،
وتزامن ذلك مع ارتفاع توقعات التضخم على المدى الطويل إلى مستويات لم تُسجل منذ عام 1995.
المحتوى
قلق المستثمرين
إشارة لبداية تصحيح
أداء المؤشرات والأسواق
تراجع الإنفاق الاستهلاكي
جني الأرباح في الأسهم الأميركية
صناديق التحوط
قلق المستثمرين من التقارير الاقصتادية
أثارت التقارير الاقتصادية الصادرة يوم الجمعة،
والتي تناولت معنويات المستهلكين وقطاعات الإسكان والخدمات،
قلق المستثمرين في وقت يتريث فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة.
ففي تلك الفترة، انخفض مؤشر “إس آند بي 500” بأكثر من 1.5% بينما شهدت أسعار السندات ارتفاعًا.
كما انتهت صلاحية خيارات بقيمة 2.7 تريليون دولار مرتبطة بالأسهم وصناديق الاستثمار المتداولة،
مما غالبًا ما يؤدي إلى زيادة تقلبات الأسعار.
وساهم ارتفاع أسهم شركات تصنيع لقاحات كوفيد-19
عقب تداول تقارير عن دراسة جديدة لفيروس كورونا في الصين في تعميق هذه التقلبات.
هل هذه إشارة لبداية تصحيح في سوق الأسهم الأميركية؟
يرى كيث ليرنر من “ترويست أدفايزوري سرفيسز” أن تداخل هذه العوامل،
خاصة في ظل سوق يُعتبر مُقيّماً بشكل مبالغ فيه، قد يؤدي إلى تغييرات طفيفة.
وفي الوقت نفسه، وصفت كاتي كامينسكي من “ألفاسمبليكس غروب”
اليوم بأنه “يوم نموذجي يتسم بتراجع الرغبة في المخاطرة”.
في تصريح آخر، تساءل أندرو برينر من “نات أليانس سيكيوريتيز”: “هل هذه بداية التصحيح؟”،
مضيفًا أن المخاوف من ضعف التوقعات الاقتصادية تجعل قلق التضخم مسألة ثانوية،
مشيرًا إلى ورود تقارير عن فيروس جديد اكتُشف في الخفافيش.
وأضاف: “هل من أحد يرغب في بيع سندات الخزانة قبيل عطلة نهاية الأسبوع؟”
أداء المؤشرات والأسواق
تراجع مؤشر “إس آند بي 500“ بنسبة 1.7%،
بينما انخفض مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 2.1%.
كما تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.7%، مع قيادة هبوط سهم “يونايتد هيلث غروب”،
فيما انخفض مؤشر داو جونز للنقل بنسبة 2.6%، ومؤشر “راسل 2000” بنسبة 2.9%.
كذلك، فقد مقياس أسهم “العظماء السبعة” 2.5% من قيمته.
كما تسبب الارتفاع المتأخر في سوق سندات الخزانة
في انخفاض العائد على السندات لأجل 10 سنوات لأسابيع متتالية،
حيث لجأ المتداولون إلى الأصول الآمنة وسط تراجع أسعار الأسهم والنفط؛
إذ انخفض العائد بمقدار 8 نقاط أساس ليصل إلى 4.43%، في حين ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.2%.
مخاوف بشأن تراجع الإنفاق الاستهلاكي
صرحت جينا بولفين من “بولفين ويلث مانجمنت غروب”
بأن عدم اليقين بشأن السياسة النقدية وتراجع توقعات مبيعات التجزئة،
كما أبرزتها شركة “وول مارت” في تتبع الإنفاق الاستهلاكي،
قد يوفران الدافع اللازم لتصحيح صحي في السوق،
رغم بقاء الأسس قوية لاستمرار الصعود.
وأوضحت بولفين أن نمو الأرباح قد سجل ارتفاعًا،
مشيرة إلى أنه بالرغم من احتمال بقاء بنك الاحتياطي الفيدرالي في حالة تريث،
فإن الخطوة التالية قد تكون خفض الفائدة.
وأضافت: “قد تؤدي البيانات الاستهلاكية غير المتوقعة إلى تأثير على الإنفاق،
مما يسهم في تخفيف حدة التضخم.”
ظاهرة جني الأرباح في الأسهم الأميركية
يعتقد مارك هاكيت من “نيشن وايد” أن الأسواق تمر بفترة من جني الأرباح بعد عامين من الأداء المتميز،
مشيرًا إلى تحول مثير في قيادة السوق قد يدفعها للصعود،
إذ تجذب ديناميكيات المخاطر والعوائد انتباه المستثمرين مقارنةً بالقيمة والأسواق العالمية.
كما أشار إد كليسولد وثانه نغوين من “نيد ديفيس ريسرش”
إلى أن معظم حالات جني الأرباح في سوق الأسهم الأميركية انتهت مع استمرار السوق الصاعدة،
باستثناء حالة السوق الهابطة عام 1962.
وأوضحوا أن التجارب السابقة تشير إلى احتمال استمرار جني الأرباح قبل حدوث أي ارتفاع،
معتمدين على عوامل مثل التضخم والأرباح.
موقف صناديق التحوط
من جانبه، قامت صناديق التحوط بتقليص صافي مراكزها في غالبية أسهم شركات “العظماء السبعة”،
وفقًا لاستراتيجيات “غولدمان ساكس غروب“.
وأوضح فريق العمل المكون من بن سنايدر وجيني
ما أن “الإيداعات الأخيرة تُظهر انتقائية أكبر في اختيار القطاعات والمواضيع الشائعة”.
وعلى الرغم من ذلك، لا تزال ست شركات من مجموعة الشركات العملاقة
تحتفظ بمراكز عالية لدى صناديق التحوط، باستثناء “تسلا“.
وعلى نطاق أوسع،
ارتفعت مراكز البيع على المكشوف لمتوسط الأسهم المدرجة
بمؤشر “إس آند بي 500” إلى أعلى مستوى منذ 2020، حيث بلغت الآن 2% من القيمة السوقية.
مؤشرات وول ستريت تتأرجح إثر بيانات اقتصادية أميركية مخيبة للآمال