تأثير بيانات التضخم على اسواق الاسهم: تلعب بيانات التضخم دورًا حاسمًا في توجيه تحركات الأسواق المالية،
حيث تؤثر بشكل مباشر على قرارات البنوك المركزية، واتجاهات المستثمرين، وأسعار الأصول المختلفة.
مع إعلان بيانات التضخم الأميركية الأخيرة، شهدت أسواق الأسهم تقلبات ملحوظة،
حيث ساعدت الأرقام التي جاءت أفضل من المتوقع في دعم التعافي بعد خسائر كبيرة.
في هذا المقال، نلقي نظرة على تأثير بيانات التضخم الأخيرة على الأسواق العالمية،
مع التركيز على تحركات الأسهم الآسيوية والأميركية، وأداء السندات والعملات،
بالإضافة إلى التوقعات بشأن قرارات الاحتياطي الفيدرالي في الفترة القادمة.
هل يمكن أن تستمر موجة الصعود، أم أن حالة عدم اليقين لا تزال تهيمن على الأسواق؟ تابع القراءة لمعرفة التفاصيل.
المحتوى
الأسهم الآسيوية
استمرار حالة عدم اليقين
بيانات التضخم الأميركية وتأثيرها
التركيز على تقرير أسعار المنتجين
المخاوف بشأن الرسوم الجمركية
آفاق الأسواق العالمية
الاحتياطي الفيدرالي
الآفاق المستقبلية للأسواق
الأسهم الآسيوية ترتفع بدعم من بيانات التضخم الأميركية
ارتفعت الأسهم الآسيوية يوم الخميس بعد أن ساعدت بيانات التضخم الأميركية،
التي جاءت أفضل من المتوقع، في دفع وول ستريت إلى التعافي بعد يومين من الخسائر الكبيرة.
سجلت مؤشرات الأسهم في اليابان وكوريا الجنوبية مكاسب، بينما كانت الأسواق في هونغ كونغ والصين متباينة.
كما ارتفعت العقود المستقبلية لمؤشرات الأسهم الأميركية في التداولات المبكرة في آسيا، مما عزز المكاسب التي تحققت في الجلسة السابقة.
ورغم المكاسب التي حققتها مؤشرات “إس آند بي 500” و”ناسداك 100“ يوم الأربعاء،
وهي الأولى منذ يوم الجمعة، إلا أن هذه المؤشرات لا تزال منخفضة بأكثر من 3% هذا الأسبوع.
أما السندات الحكومية الأميركية، فقد شهدت استقرارًا طفيفًا يوم الخميس،
حيث لم تسجل تغيرًا كبيرًا عقب صدور بيانات التضخم يوم الأربعاء.
وارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بثلاث نقاط أساس ليصل إلى 4.3%،
في حين زاد العائد على السندات لأجل عامين بأربع نقاط أساس.
وبقيت العملات الرئيسية تتحرك ضمن نطاقات ضيقة، فيما استقر مؤشر الدولار الأميركي تقريبًا.
استمرار حالة عدم اليقين
يُظهر هدوء الأسواق وعدم وجود ردود فعل قوية تجاه بيانات التضخم،
أن حالة عدم اليقين الناجمة عن السياسات الاقتصادية لا تزال تؤثر على معنويات المستثمرين.
وقالت كريستينا وون، مديرة محفظة في Eastspring Investments، عبر تلفزيون بلومبرغ:
“هناك تدفق مستمر للأخبار الاقتصادية من الولايات المتحدة والصين، مما يخلق حالة من التقلبات الحادة.
وفي حين أن الاقتصاد الأميركي كان يمثل رهانًا قويًا في بداية العام،
فإن التحولات الأخيرة تشير إلى زيادة قوة الأسواق الآسيوية، خاصة الصين.”
بيانات التضخم الأميركية وتأثيرها
ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأميركي، بما في ذلك مؤشر يستبعد أسعار الغذاء والطاقة،
بنسبة 0.2% في فبراير، وهو أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى 0.3%.
ووفقًا لمحللي TD Securities، فإن هذه البيانات تعطي إشارات إيجابية،
لكنها لا تبدد حالة عدم اليقين تمامًا، حيث تبقى توقعات التضخم غير واضحة بسبب العوامل السياسية والاقتصادية المتغيرة. وأضافوا:
“من غير المرجح أن يغير الاحتياطي الفيدرالي سياسته النقدية قريبًا بناءً على هذه البيانات وحدها.”
التركيز على تقرير أسعار المنتجين
تترقب الأسواق تقرير أسعار المنتجين في الولايات المتحدة، الذي من المقرر صدوره لاحقًا يوم الخميس،
إذ سيوفر رؤى إضافية حول مكونات التضخم الأساسية التي يعتمد عليها الاحتياطي الفيدرالي في قراراته.
المخاوف بشأن الرسوم الجمركية
من ناحية أخرى، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأربعاء أن الولايات المتحدة
سترد على الإجراءات الأوروبية ضد الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها واشنطن بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم،
مما يزيد من احتمالات تصعيد التوترات التجارية.
وفي تطور آخر، أعلنت كندا فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على منتجات أميركية بقيمة 20.8 مليار دولار،
من بينها الصلب والألمنيوم، ردًا على سياسات إدارة ترامب.
آفاق الأسواق العالمية
في آسيا، تتجه الأنظار إلى بيانات اقتصادية مرتقبة مثل ثقة المستهلك في تايلاند، والإنتاج الصناعي في هونغ كونغ،
بالإضافة إلى تقرير التجارة في الهند وبيانات عرض النقود في الصين.
أما في قطاع التكنولوجيا، فقد ساعدت المكاسب في الأسهم الأميركية على دعم أسهم الشركات الكبرى،
حيث قفز مؤشر “العظماء السبعة” (أبل، إنفيديا، أمازون، ألفابت، ميتا، مايكروسوفت، تسلا) بنسبة 2.3%، مسجلًا أفضل أداء يومي له منذ يناير.
كما أعلنت إنتل عن تعيين مدير تنفيذي جديد، في حين قدمت أدوبي توقعات أعمال فاترة،
ما أثر على أداء سهمها في السوق.
مراقبة خطوات الاحتياطي الفيدرالي
رغم أن بيانات التضخم جاءت أقل من المتوقع، إلا أن الأسواق لا تزال حذرة بشأن قرارات الاحتياطي الفيدرالي القادمة،
حيث من غير المرجح أن يتحرك البنك المركزي نحو خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب.
وقال جيف شولز من ClearBridge Investments:
“بينما تمنح هذه البيانات الاحتياطي الفيدرالي مزيدًا من الوقت لالتقاط الأنفاس،
فإن قراراته المستقبلية ستعتمد بشكل أساسي على سوق العمل واستمرار السيطرة على التضخم.”
في الوقت نفسه، يراهن بعض المحللين على احتمال خفض أسعار الفائدة في يونيو،
حيث يتوقع المتداولون تخفيضًا بنحو 70 نقطة أساس على مدار عام 2025.
الآفاق المستقبلية للأسواق
وفقًا للمحللين في BlackRock، فإن الاحتياطي الفيدرالي سيحافظ على نهج حذر في السياسة النقدية خلال الأشهر المقبلة،
حيث سيراقب عن كثب تطورات الاقتصاد الأميركي ومدى تأثره بالتوترات التجارية العالمية.
في النهاية، يبقى المستثمرون حذرين وسط تقلبات الأسواق،
مع ترقب بيانات اقتصادية مهمة قد تؤثر على قرارات البنوك المركزية وتوجهات الأسواق في الفترة المقبلة.
تأثير بيانات التضخم على اسواق الاسهم