الرهان على نتائج الشركات يدفع وول ستريت نحو مستويات قياسية جديدة: بدأت مؤشرات الأسهم الأمريكية بتحقيق مستويات قياسية جديدة
مع تزايد اهتمام المستثمرين بأداء الشركات وتفاؤلهم حول إمكانية “الهبوط السلس” للاقتصاد الأمريكي.
في ظل غياب البيانات الاقتصادية الهامة هذا الأسبوع، تركز وول ستريت على تقارير الأرباح لدفع معنويات السوق.
المحتوى
البيانات الاقتصادية
التحضير لانتكاسة محتملة
التحذير من انتكاسة مستقبلية
الأسواق الصاعدة
تقلبات في الأسواق الصاعدة
العوائد الضعيفة
ارتفاع مؤشرات الأسهم إلى مستويات قياسية
وصل مؤشر “إس آند بي 500” إلى ارتفاعات جديدة، بزيادة 1% تقريبًا، وهو الرقم القياسي السادس والأربعون هذا العام.
على الرغم من خفض التوقعات لأرباح الربع الثالث، لم يثبط ذلك من عزيمة المستثمرين،
بل تراهن الأسواق على احتمالية مفاجآت إيجابية في موسم إعلان النتائج.
التفوق على التوقعات
تشير التوقعات إلى أن الشركات المدرجة في مؤشر “إس آند بي 500” قد تسجل أضعف نتائجها خلال الأرباع الأربعة الأخيرة،
مع زيادة بنسبة 4.3% فقط مقارنة بالعام الماضي.
ولكن، مع توقعات ارتفاع بنحو 16% وفقًا لإرشادات الشركات، قد نشهد تفوقًا ملحوظًا على توقعات السوق.
قالت “كالي كوكس” من “ريثولتز لإدارة الثروات” إن “وول ستريت قللت من شأن الشركات الأمريكية في الفترة الأخيرة”،
مشيرة إلى أن المخاطر الكبرى تكمن في تفويت الارتفاعات النهائية وتعافي السوق.
مكاسب قوية للشركات الكبرى
اقترب مؤشر “إس آند بي 500” من مستوى 5860 نقطة، في ظل ضعف حجم التداول.
ارتفع مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 0.8%، في حين سجل مؤشر “داو جونز” الصناعي زيادة قدرها 0.5%.
تصدرت “إنفيديا” قائمة الشركات الكبرى التي حققت مكاسب، بينما سجلت “أبل” ارتفاعاً بدعم من توقعات إيجابية للمحللين.
في الوقت نفسه، استعادت “تسلا” عافيتها بعد تراجع أسهمها الأسبوع الماضي.
كما ارتفعت أسهم “غولدمان ساكس” و”سيتي غروب” قبل إعلان نتائجهما.
وفي ظل ارتفاع الدولار قليلاً، قفزت عملة “بتكوين” بنسبة 5%.
في المقابل، انخفضت أسعار النفط نتيجة لغياب حوافز جديدة من وزارة المالية الصينية لتعزيز الاستهلاك،
مما أثر على أسعار النفط في أكبر مستورد للخام بالعالم.
بداية موسم إعلان النتائج
بدأ موسم إعلان النتائج بشكل غير رسمي يوم الجمعة،
مع تقدم الشركات المالية الكبرى مثل “جي بي مورغان تشيس” و”ويلز فارغو“.
وبالإضافة إلى البنوك الكبرى التي ستكشف عن نتائجها خلال هذا الأسبوع،
يتطلع المتداولون عن كثب إلى نتائج شركات رائدة مثل “نتفليكس” و”جيه بي هانت ترانسبورت سيرفيسز إنك”.
في الجولة الأولية من نتائج الربع الثالث التي ظهرت الأسبوع الماضي
، أظهرت الشركات الأميركية استفادتها من انخفاض أسعار الفائدة في بداية دورة تخفيف السياسة النقدية
من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، وفقًا لاستراتيجيي “بنك أوف أميركا“.
وأشار فريق “بنك أوف أميركا“، بقيادة أوسونغ كوون وسافيتا سوبرامانيان،
إلى أن تخفيف ضغوط أسعار الفائدة ظهر جليًا في زيادة الاكتتاب في الديون،
وارتفاع تطبيقات الرهن العقاري، ونشاط إعادة التمويل، بالإضافة إلى علامات على استقرار قطاع التصنيع.
من جانبها، أكدت سوليتا مارسيلي من “يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت” أن نتائج الربع الثالث
يجب أن تثبت قوة نمو أرباح الشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة، في ظل بيئة اقتصادية مرنة.
وأوضحت مارسيلي: “نحافظ على نظرتنا الإيجابية للأسهم الأميركية، بدعم من النمو الاقتصادي الصحي وزيادة الأرباح،
بالإضافة إلى دورة التيسير التي يتبعها بنك الاحتياطي الفيدرالي، وقصة نمو الذكاء الاصطناعي”.
وأضافت: “على الرغم من ارتفاع التقييمات، نرى أنها مبررة في ظل الظروف المواتية.”
كررت مارسيلي هدفها السعري لمؤشر “إس آند بي 500” ليصل إلى 6200 نقطة بحلول يونيو 2025،
مشيرة إلى استمرار إعجابها بـ”المستفيدين من الذكاء الاصطناعي والأسهم عالية الجودة”.
دعم أسهم الذكاء الاصطناعي
أكدت “سوليتا مارسيلي” من “يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت” على ضرورة أن تعكس نتائج الربع الثالث قوة نمو الأرباح،
خاصة بالنسبة للشركات الكبيرة.
وأشارت إلى أن قصة نمو الذكاء الاصطناعي ستظل عنصرًا داعمًا للأسهم الأمريكية، على الرغم من ارتفاع التقييمات.
البيانات الاقتصادية تدعم الأسهم الدورية
توقع “مايك ويلسون” من “مورغان ستانلي” استمرار تحسن بيانات الاقتصاد الكلي في الولايات المتحدة،
مما يعزز أداء الأسهم المرتبطة بالزخم الاقتصادي.
وأكد فريق “غولدمان ساكس” بقيادة “كريستيان مولر غليسمان”
أن البيانات الأمريكية والسياسات الداعمة خفضت من مخاطر الهبوط القريب المدى.
التحضير لانتكاسة محتملة
صرّح كريغ جونسون من شركة “بايبر ساندلر” (Piper Sandler) قائلاً: “في الأسبوع الماضي،
تجاوز مؤشر ‘إس آند بي 500‘ هدفنا السعري لنهاية العام عند 5800 نقطة،
ونحن نتركه دون تغيير في الوقت الحالي. ومع ذلك، ندرك أن بعض التعديلات الدقيقة قد تكون ضرورية،
حيث نتوقع استمرار الاتجاه الصعودي للأسهم بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.”
التحذير من انتكاسة مستقبلية
بالرغم من المكاسب الكبيرة التي حققتها الأسواق خلال أول عامين من هذه الدورة الصعودية،
يشير سام ستوفال من “سي أف آر إيه” (CFRA) إلى أن المستثمرين يجب أن يستعدوا لاحتمال حدوث انتكاسة في الأشهر الاثني عشر المقبلة.
واستند في تحليله إلى بيانات تاريخية تظهر أن متوسط العائد بعد 11 سوقًا صاعدة احتفلت بالذكرى السنوية الثانية لها كان 2% فقط
الأسواق الصاعدة والتحولات التاريخية
علاوة على ذلك، شهدت جميع الأسواق الصاعدة السابقة انخفاضات بنسبة 5% على الأقل،
بينما تعرضت خمسة منها لعمليات بيع تجاوزت 10% ولكن أقل من 20%. استسلمت ثلاثة أسواق لموجة هبوطية جديدة.
وعلى الرغم من هذه التقلبات الكبيرة خلال العام، فقد سجلت ثلاثة أسواق صاعدة مكاسب مضاعفة.
تقلبات في الأسواق الصاعدة طويلة الأمد
الأسواق الصاعدة التي استمرت لفترة طويلة كانت تميل إلى الصمود لفترات أطول قبل أن تواجه انخفاضًا بنسبة 20%.
ومع ذلك، هذا لا يعني أنها خلت من العقبات على طول الطريق،
وفقاً لما ذكرته “بيسبوك إنفستمنت غروب” (Bespoke Investment Group).
العوائد الضعيفة للسوق في السنة الثالثة
وفقًا لتحليل “بيسبوك”، شهد مؤشر “إس آند بي 500” عوائد أضعف من المتوسط في العام الثالث من الأسواق الصاعدة.
في المتوسط، حقق المؤشر مكاسب بنسبة 3.7% فقط خلال 12 شهرًا بعد اليوم 503 من الأسواق الصاعدة السابقة،
مع تحقيق عوائد إيجابية بنسبة 55% فقط من هذه الفترة. بالمقارنة،
كان متوسط العائد العام لفترات 12 شهرًا المتتالية للسوق 9.26%.
وأضافت “بيسبوك” أنه من بين الأسواق الصاعدة الـ11 المعروضة،
أنهت اثنتان فقط هذه الموجة خلال الـ12 شهرًا التالية لليوم 503.
لذا، كانت الفترة بين العامين الثاني والثالث من الصعود الطويل الأمد بمثابة مرحلة توحيد أكثر من كونها نقطة نهاية.
الرهان على نتائج الشركات يدفع وول ستريت نحو مستويات قياسية جديدة