الرهانات على قرار الفيدرالي تدفع متداولي وول ستريت نحو الأسهم الصغيرة: مع تزايد الرهانات على خفض الفيدرالي الأميركي لأسعار الفائدة بنصف نقطة،
تتجه استثمارات المستثمرين نحو القطاعات الأكثر حساسية اقتصاديًا، بعيدًا عن القطاعات التقليدية الآمنة.
في هذا السياق، أشار خبراء من “مورغان ستانلي” و”غولدمان ساكس” و”جيه بي مورغان”
إلى أن تأثير حجم خفض الفائدة أقل أهمية على الأسهم مقارنة بحالة الاقتصاد الأميركي بشكل عام.
هذا التوجه انعكس على الأسواق المالية، حيث تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بثلاث نقاط،
وانخفض الدولار إلى أدنى مستوياته منذ يناير، بينما قفزت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها التاريخية،
مما يعكس تزايد القلق بين المستثمرين والبحث عن أصول أكثر أمانًا في ظل التقلبات المحتملة.
المحتوى
تأثير الاقتصاد الأمريكي
تباين المؤشرات والأسهم
استعادة أسهم التكنولوجيا
عودة صناديق التحوط
تزايد الرهانات على خفض الفائدة وتوجيه الاستثمارات
الرهانات المتزايدة على خفض الفيدرالي للفائدة بنصف نقطة دفعت المستثمرين نحو القطاعات الأكثر حساسية اقتصاديًا،
بعيدًا عن أسهم التكنولوجيا الكبرى التي تُعتبر ملاذًا آمنًا.
تراجعت أسهم “أبل” بنسبة 3% بعد تحذير من أن الطلب على “آيفون 16 برو” كان أقل من المتوقع.
ورغم أن مؤشر “إس آند بي 500” لم يشهد تغييرات كبيرة يوم الاثنين،
إلا أن معظم الأسهم المدرجة فيه شهدت ارتفاعًا،
مما يعكس تحول الأموال إلى أسهم غير التكنولوجيا.
أداء مؤشر S&P 500 وتراجع أسهم التكنولوجيا
يعزى هذا التباين إلى ضعف أداء شركات التكنولوجيا الكبرى التي تسيطر على المؤشر الرئيسي للأسهم الأمريكية.
وفي الوقت نفسه، اقترب المقياس متساوي الأوزان ضمن مؤشر “إس آند بي 500” –
الذي يعطي تأثيرًا متساويًا لشركات مثل “تارغت” و”مايكروسوفت” – من أعلى مستوياته على الإطلاق،
مما يشير إلى تعافي الأسهم الأوسع نطاقًا هذا العام.
كما يتوقع جون ستولتزفوس من “أوبنهايمر أسيت مانجمنت” أن التحولات الحالية تعكس تصحيحات طفيفة للسوق
بعد التقلبات الحادة التي شهدها مؤشر “إس آند بي 500“.
تأثير الاقتصاد الأمريكي على الأسهم أهم من حجم خفض الفائدة
مع اقتراب قرار الفيدرالي، أشار استراتيجيون من “مورغان ستانلي“، “غولدمان ساكس“،
و”جيه بي مورغان” إلى أن حالة الاقتصاد الأمريكي
أكثر أهمية من حجم خفض الفائدة بالنسبة للأسهم.
كما توقعت كالي كوكس من “ريتهولتز ويلث مانجمنت” أن تأثير خفض الفائدة
سيكون ضئيلًا مقارنة بمسار التخفيضات المستقبلية خلال العام المقبل.
تباين المؤشرات والأسهم
شهد مؤشر “إس آند بي 500” ثباتًا حول 5625 نقطة، في حين انخفض مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 0.6%،
وارتفع مؤشر “داو جونز الصناعي” بنسبة 0.4%.
وتراجع مؤشر “بلومبرغ” للسبعة العظماء بنسبة 1%،
بينما ارتفع مؤشر “راسل 2000” الذي يضم الشركات الصغيرة بنسبة 0.6%.
هذا الأداء يُظهر تباينًا بين الأسهم الكبيرة والصغيرة، حيث تمكنت أسهم البنوك من التفوق بشكل كبير على السوق الأوسع،
متأثرة بتحليلات إيجابية حول فرص الهبوط الاقتصادي السلس.
تأثير سوق السندات والعملات
تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بثلاث نقاط أساس إلى 3.62%،
مما يعكس تراجع الثقة في الاقتصاد على المدى الطويل. كما انخفض الدولار إلى أدنى مستوياته منذ يناير،
وارتفعت أسعار الذهب لأعلى مستوياتها على الإطلاق،
مما يدل على تزايد البحث عن الأصول الآمنة وسط التوقعات بتقلبات السوق.
أداء شركات التكنولوجيا وتأثيرها على السوق
شركات التكنولوجيا العملاقة مثل “إنفيديا” و”مايكروسوفت” كانت من بين الأسباب الرئيسية لارتفاع الأسهم
على مدى العامين الماضيين بفضل أرباحها القوية واستثماراتها في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ولكن منذ بلوغ مؤشر “إس آند بي 500” ذروته في يوليو، شهدت أسهم “السبعة العظماء” تراجعًا بأكثر من 6%،
بينما بدأت القطاعات الأخرى في اكتساب زخم.
استعادة أسهم التكنولوجيا لمكانتها
بول نولتي من “ميرفي آند سيلفيست ويلث مانجمنت” يوضح أن
“الأسهم الرابحة منذ يوليو كانت تلك التي ليست ضمن أسهم التكنولوجيا الكبرى،
ومع ذلك، بدأت التكنولوجيا في استعادة مكانتها القيادية تدريجيًا”.
هذا التعافي يعكس تقليل التعرض للتكنولوجيا لفترة قصيرة،
مما يعزز توجه المستثمرين نحو القطاعات الأخرى التي تقدم فرصًا أكبر.
عودة صناديق التحوط وتوجهات السوق
وفقًا لتقرير حديث من “مورغان ستانلي برايم بروكريج”، عادت صناديق التحوط إلى شراء أسهم التكنولوجيا الكبيرة،
بينما شهدت القطاعات الدفاعية مثل العقارات والرعاية الصحية عمليات بيع صافية.
هذا التحول يعكس استعداد المستثمرين لبدء دورة خفض أسعار الفائدة والرهان على تعافي السوق.
استراتيجيات الأسهم والسندات وتباين التوقعات
وفقًا لـ”ليزا شاليت” من “مورغان ستانلي ويلث مانجمنت”، تُظهر الأسواق رؤى مختلفة حول المسار المستقبلي،
حيث تُسعر الأسهم على أساس هبوط سلس بينما تعكس السندات احتمال حدوث ركود.
إذا كانت السندات على المسار الصحيح، فقد تواجه الأسهم انخفاضًا بسبب تراجع الأرباح،
بينما إذا كانت السندات مخطئة، فإن ارتفاع معدلات الفائدة قد يشكل رياحًا معاكسة للتقييمات.
توصيات المستثمرين وسط توتر السوق
أوصى استراتيجيو “غولدمان ساكس” بقيادة ديفيد كوستين بتوخي الحذر حيث تظل تقييمات الأسهم محدودة عند المستويات الحالية،
مع التركيز على النمو الاقتصادي كدافع رئيسي.
كما نصح “جيه بي مورغان” بالتركيز على القطاعات الدفاعية، متوقعين استفادة الشركات الصغيرة من انخفاض عوائد السندات.
خاتمة
وسط حالة التوتر الناتجة عن الانتخابات، والاقتصاد، والتخفيضات المحتملة للفائدة،
تبقى الأسواق في حالة من التحفظ والترقب.
وقد نصحت سافيتا سوبرامانيان من “بنك أوف أميركا” بالتركيز على الأسهم ذات توزيعات الأرباح الآمنة،
معتبرة أن أحيانًا تكون الخيارات الأكثر أمانًا هي الأفضل.
الرهانات على قرار الفيدرالي تدفع متداولي وول ستريت نحو الأسهم الصغيرة