الأسهم الأميركية تتراجع وسط قوة سوق العمل وزيادة عوائد السندات: تخلت الأسهم الأميركية عن مكاسبها لعام 2025،
حيث تعرضت لضغوط قوية مع ارتفاع عوائد السندات وصعود الدولار.
جاء ذلك بعد تقرير وظائف أقوى من المتوقع،
مما دفع المتداولين إلى تقليص رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.
المحتوى
سوق الأسهم والاحتياطي الفيدرالي
أداء الأسهم
شهدت الأسهم الأميركية الأكثر مخاطرة في وول ستريت ضغوط بيع مكثفة،
حيث تراجعت أسهم الشركات الصغيرة بنحو 10% عن أعلى مستوياتها السابقة.
كما أدى انخفاض سندات الخزانة لفترة وجيزة إلى ارتفاع عوائد السندات لأجل 30 عاماً متجاوزة مستوى 5%.
تشير عقود المقايضات حالياً إلى خفض إجمالي للفائدة بأقل من 30 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال هذا العام.
اقتصاد قوي وتضخم مستمر
أضاف الاقتصاد الأميركي في ديسمبر أكبر عدد من الوظائف منذ مارس،
وانخفض معدل البطالة بشكل غير متوقع، مما يعكس نهاية عام قوي فاق التوقعات.
ومع ذلك، أثارت بيانات منفصلة مخاوف بشأن استمرارية ضغوط الأسعار،
حيث ارتفعت توقعات المستهلكين للتضخم طويل الأجل إلى أعلى مستوى منذ عام 2008.
كما زاد ارتفاع أسعار النفط من القلق بشأن هذه القضية.
تصريحات الخبراء
نيل بيريل من شركة “بريميير ميتون انفستورز” يرى أن أي أمل في بداية هادئة لهذا العام قد تلاشى.
وصرح قائلاً: “الأخبار جيدة من حيث قوة الاقتصاد،
لكنها سيئة بالنسبة لأولئك الذين يأملون في خفض أسعار الفائدة،
حيث أصبح التضخم محوراً رئيسياً لسياسة الاحتياطي الفيدرالي”.
وأضاف: “يبدو أن ارتفاع عوائد السندات سيستمر، وهو ما يُعد أمراً سلبياً للأسهم الأميركية.
هل يمكن أن يصل العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات فعلاً إلى مستوى 5%؟”.
أداء المؤشرات الرئيسية
سجل مؤشر “إس آند بي 500” تراجعاً بنسبة 1.5%، مقترباً من متوسطه المتحرك لمدة 100 يوم.
كما انخفض مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 1.6%، ومؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.6%.
في حين خسر مؤشر “العظماء السبعة” 1.2% من قيمته،
وتراجع مؤشر “راسل 2000” للشركات الصغيرة بنسبة 2.2%.
وعلى صعيد التقلبات، ارتفع مقياس التقلب المفضل في وول ستريت “VIX” ليصل إلى حوالي 20 نقطة.
عوائد السندات والدولار
ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار 7 نقاط أساس ليصل إلى 4.77%.
كما صعد مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 0.5%.
تقليص توقعات خفض الفائدة
بعد صدور بيانات الوظائف القوية يوم الجمعة،
خفض الاقتصاديون في بعض البنوك الكبرى توقعاتهم
بشأن التخفيضات المتوقعة لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
“بنك أوف أميركا“، الذي كان يتوقع سابقاً تخفيضين للفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية لكل منهما هذا العام،
لم يعد يتوقع أي تخفيضات، مشيراً إلى وجود احتمال أن تكون الخطوة التالية رفع أسعار الفائدة بدلاً من خفضها.
من ناحية أخرى، لا يزال “سيتي غروب” – المعروف بتفاؤله الكبير في وول ستريت –
يتوقع خفضاً للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خمس مرات،
لكنه يرجح بدء هذه التخفيضات في مايو. أما “غولدمان ساكس“،
فيتوقع حالياً إجراء تخفيضين فقط خلال هذا العام بدلاً من ثلاثة كما كان متوقعاً سابقاً.
تصريحات سيما شاه
صرحت سيما شاه من شركة “برنسيبال أسيت مانجمنت”:
“من المرجح أن يفضل الاحتياطي الفيدرالي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في يناير،
ولن يتحرك في مارس إلا إذا ظهرت مفاجآت تضخمية هبوطية كبيرة أو تراجعات واضحة في تقارير الوظائف المقبلة”.
وبالنسبة للسندات العالمية، أوضحت شاه أن “قوة تقرير الوظائف الأميركي تزيد من التحديات التي تواجه هذه الأسواق”،
مضيفة أن “العائدات لم تصل بعد إلى ذروتها”.
ارتفاع عوائد سندات الخزانة
واصلت عوائد سندات الخزانة ارتفاعها منذ أن بدأ الاحتياطي الفيدرالي دورة خفض الفائدة في سبتمبر.
وقد دفعت قوة الاقتصاد الأميركي هذه التحركات إلى الأمام،
حيث ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات بأكثر من 100 نقطة
أساس مقارنة بمستواه قبل أول خفض للفائدة.
هذا الارتفاع أجبر مستثمري السندات على مواجهة احتمال عودة العائد المرجعي إلى مستوى 5%،
وهو مستوى نادراً ما تم تجاوزه خلال العقد الماضي.
توقعات النمو
خلال الشهر الماضي، كان ارتفاع عوائد سندات الخزانة مدفوعاً بشكل كبير بزيادة العوائد الحقيقية،
ما يعكس أن توقعات النمو المرتفعة كانت المحرك الأساسي لعمليات البيع،
وفقاً لجينادي غولدبيرغ من “تي دي سيكيوريتيز”.
نصائح للمستثمرين
وأشارت جينا بولفين من “بولفين ويلث مانجمنت غروب” إلى أهمية الاستعداد لمزيد من التقلبات،
قائلة: “أنصح المستثمرين بالتأقلم مع السوق في ظل تقلص توقعات خفض الفائدة”.
سوق الأسهم والاحتياطي الفيدرالي
يعتقد كريس زكاريللي من شركة “نورث لايت أسيت” أن
“سوق الأسهم لا تحتاج بالضرورة إلى خفض أسعار الفائدة لتحقيق ارتفاع،
لكن الاحتياطي الفيدرالي الذي ينتهج سياسة نقدية تيسيرية يخلق دائماً بيئة أكثر
الأسهم الأميركية تتراجع وسط قوة سوق العمل وزيادة عوائد السندات