ارتفاع مؤشرات وول ستريت وسط توقعات بخفض الفائدة بعد تقرير التضخم: مؤشر “إس آند بي 500” يرتفع لليوم الخامس على التوالي،
مسجلًا أطول سلسلة مكاسب منذ أكثر من شهر
المحتوى
الأسواق تراهن على خفض أسعار الفائدة بأقل من 35 نقطة في سبتمبر
ارتفاع مؤشرات وول ستريت وسط استمرار الرهانات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ خفض أسعار الفائدة في سبتمبر،
وذلك بعد أن جاء تقرير التضخم في الولايات المتحدة متوافقاً مع التوقعات.
سجل مؤشر “إس آند بي 500″ (S&P 500) ارتفاعاً لليوم الخامس على التوالي،
محققاً أطول سلسلة مكاسب منذ أكثر من شهر.
كما ارتفعت معظم القطاعات الرئيسية بقيادة أسهم القطاع المالي والطاقة.
وفي الوقت ذاته، ظلت أسعار سندات الخزانة تتحرك ضمن نطاقات محدودة،
بينما استقرت قيمة الدولار بالقرب من أدنى مستوياتها في أربعة أشهر.
أظهر مؤشر أسعار المستهلك اتجاهاً نحو انكماش الأسعار،
مما جلب بعض الارتياح للأسواق التي لا تزال تحت وطأة الهبوط الذي شهدته في الأسبوع الماضي.
مع ضعف سوق العمل، يتوقع على نطاق واسع أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في الشهر المقبل،
في حين من المتوقع أن تحدد البيانات المقبلة حجم الخفض المتوقع.
مقدار خفض الفائدة المتوقع
قال كريس لاركين من “إي تريد” (E*Trade) التابعة لـ”مورغان ستانلي“:
“ربما لم يكن مؤشر أسعار المستهلك بقدر قوة مؤشر أسعار المنتجين الصادر أمس،
لكنه من المحتمل ألا يغير الصورة العامة”،
والآن بات السؤال الرئيسي هو ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي
سيخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس الشهر المقبل.
إذا أشارت معظم البيانات خلال الأسابيع الخمسة المقبلة إلى تباطؤ الاقتصاد،
فقد يقوم البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة بقوة أكبر.
من جانب آخر، قال كريشنا جوها من “إيفركور” (Evercore) إن مؤشر أسعار المستهلك لشهر يوليو لم يكن مثالياً،
لكنه كان جيداً بما فيه الكفاية لتوافقه مع البيانات الهادئة لمؤشر التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وأشار إلى أن البنك المركزي أصبح يركز على الآفاق الأوسع وتوازن المخاطر،
مع هيمنة المخاطر السلبية على التوظيف منذ تقرير التوظيف لشهر يوليو.
كما أكد أن “الاحتياطي الفيدرالي يعطي الآن الأولوية لبيانات العمل وليس لبيانات التضخم،
وستحدد بيانات سوق العمل المقبلة مدى قوة التوجه نحو تخفيض أسعار الفائدة”.
تراوح مؤشر “إس آند بي 500” حول مستوى 5455 نقطة،
في حين تفاوت أداء الأسهم الكبرى، إذ هبطت أسعار أسهم “إنفيديا” و”ألفابت“.
واستمر تراجع مؤشر “مقياس الخوف” في وول ستريت -“VIX”- ليصل إلى مستوى 16 نقطة،
وذلك بعد ارتفاعه غير المسبوق إلى مستوى 65 نقطة في الأسبوع الماضي. وفي الوقت ذاته، ا
نخفضت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات نقطة أساس واحدة إلى 3.83%.
كما يتوقع متداولو عقود المقايضة خفض أسعار الفائدة بأقل من 35 نقطة في سبتمبر.
ضوء أخضر لخفض الفائدة
يقول مارك هاكيت من “نيشن وايد”، إن “تهدئة المخاوف الكلية” هي من بين العوامل التي تهيئ ظروفاً أفضل للأسهم،
وأشار إلى أن الضغط الناجم عن تراجع السوق بات “طي النسيان”.
وفقاً لاستراتيجيين في شركة “تي دي سيكيوريتيز” بقيادة أوسكار مونوز وجينادي غولدبيرغ،
يمنح أحدث تقرير لأسعار المستهلك الضوء الأخضر للاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر.
وقالوا: “تقرير مؤشر أسعار المستهلك اليوم هو خبر مرحب به بشكل واضح بالنسبة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي”.
وبالنظر إلى أن المخاطر أصبحت متوازنة أو تميل قليلاً نحو نتائج التوظيف السلبية،
نتوقع أن يصل قرار الاحتياطي الفيدرالي القادم إلى حجم التخفيض الأول لسعر الفائدة.
يرى كريس زكاريللي من “إندبندنت أدفايزور أليانس”
أن تقرير مؤشر أسعار المستهلك لشهر يوليو لا يحمل أخباراً جديدة بشكل كبير،
لكنه يبقى “خبراً جيداً” في حد ذاته،
حيث كانت الأسواق على حافة الهاوية وبنك الاحتياطي الفيدرالي يتطلع إلى خفض أسعار الفائدة،
ولا يوجد شيء في هذا التقرير يمنعهم من القيام بذلك.
تقول سيما شاه من “برنسيبال أسيت مانجمنت”
إن أرقام مؤشر أسعار المستهلك تزيل أي عقبات باقية مرتبطة بالتضخم
ربما كانت ستمنع الاحتياطي الفيدرالي من بدء دورة خفض أسعار الفائدة في سبتمبر.
ومع ذلك، يشير الرقم أيضاً إلى أن هناك إلحاحاً محدوداً لخفضها بمقدار 50 نقطة أساس.
قال فلوريان إيلبو من شركة “لومبارد أولدير انفستمنت مانجرز” إن التقرير يقدم القليل
من المعلومات الجديدة لتوجيه القرارات المستقبلية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي،
بصرف النظر عن دعمه لاحتمال خفض أسعار الفائدة بسبب مخاوف سوق العمل.
تقارير مرتقبة
لا يزال المتداولون يتوقعون إجمالي تيسير نقدي خلال العام الحالي بما يزيد قليلاً عن نقطة مئوية واحدة،
مع بقاء ثلاثة اجتماعات للسياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.
في الجلسات الأخيرة،
انقسمت السوق حول مقدار خفض أسعار الفائدة في سبتمبر بين 25 نقطة أساس و50 نقطة أساس.
قال بريان روز من “يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت”: “كانت بيانات التضخم جيدة بما يكفي للسماح للاحتياطي الفيدرالي
بالبدء في خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، لكنها لا تمنحه سبباً لخفضها بقوة”.
و”القرار بشأن ما إذا كان سيتم التخفيض بمقدار 50 نقطة أساس
بدلاً من 25 نقطة أساس قد يعود إلى تقرير التوظيف لشهر أغسطس”.
وأشار أيضاً إلى أن أرقام مبيعات التجزئة المرتقبة يوم الخميس تعد بياناً مهماً آخر،
إذ يكمن الخطر السلبي الرئيسي لافتراضه الأساسي المتمثل في الهبوط السلس في تراجع الإنفاق الاستهلاكي.
قال نيل صن، مدير محافظ بلوباي لدى “آر بي سي غلوبال أسيت مانجمنت”
: “الاقتصاد الأميركي يتباطأ بشكل مستدام،
وسوق العمل تظهر قليلاً من التباطؤ، ومع ذلك،
فإننا لسنا قلقين للغاية بشأن مخاطر الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة على المدى القصير.
نحن مستعدون للاستفادة بشكل مدروس من أي هبوط ناتج عن التقلبات
إذا استمرت الاتجاهات الأساسية لتهدئة التضخم والتباطؤ المستدام في الاقتصاد الأميركي”.
ارتفاع مؤشرات وول ستريت وسط توقعات بخفض الفائدة بعد تقرير التضخم